هيمنت العودة القوية لفيروس كورونا على معظم تغطيات الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم السبت، في ظل عودة المرض إلى مستويات الإصابة التي كان عليها في ذروة تفشي الجائحة، بالإضافة إلى آخر التطورات الخاصة بالصراع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورني قرة باغ.
كورونا يعود إلى مستويات مارس
قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن بريطانيا عادت إلى الوضع الذي كانت عليه في آذار/مارس الماضي، حيث امتلأت المستشفيات بمرضى "كوفيد -19"، وفقا لما قاله نائب رئيس الموظفين الطبيين في بريطانيا، جوناثان فان تام.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم السبت: "تظهر الأرقام التي تم إعلانها أمس الجمعة أن عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا الذين يعاجلون حاليا في مستشفيات بريطانيا وصل إلى 3 آلاف و90 مصابا، وهو رقم أقل بسبعة مصابين فقط مقارنة باليوم الذي أعلنت فيه بريطانيا حالة الإغلاق".
وأشارت إلى أن دخول 491 حالة إصابة جديدة إلى المستشفيات يوم الأربعاء الماضي، هو رقم ليس بعيدا عن المسجل يوم 19 آذار/مارس ( 586 إصابة )، قبل أسبوع على قرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بفرض حالة الإغلاق الكامل والبقاء في المنازل.
وقالت إن متوسط عدد الوفيات يوميا يصل إلى 87 شخصا، مقارنة بـ74 في 19 آذار/مارس الماضي، إلا أن معدل انتشار الوباء يشهد تراجعا ملموسا، حيث كان يتضاعف كل 3 أو 4 أيام في آذار/مارس، بينما يتضاعف الآن في فترة تتراوح بين أسبوعين و 4 أسابيع.
ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج الاستجابة، بول إليوت، قوله: "الاكتشافات التي توصلنا إليها ترسم صورة مثيرة للقلق حول تفشي الوباء في إنجلترا، ورغم أن هناك مناطق بعينها هي التي تعاني من معدلات سيئة في تفشي الوباء، فإن ترك الأمور دون التصدي لها سيؤدي إلى انتشار العدوى على الصعيد الوطني، ومستويات مرتفعة من حالات الوفاة والأمراض".
إسبانيا تعاني وسط تضارب رؤى التصدي للوباء
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إسبانيا أعلنت حالة الطوارئ، في خطوة يمكن أن تسمح لها بتمديد الإغلاق الجزئي المفروض على العاصمة مدريد، حيث تمتلئ المستشفيات مرة أخرى بمرضى "كورونا"، بينما تعارض السلطات المحلية فرض قيود جديدة.
وأضافت: "دخلت إسبانيا مرة أخرى لتكون بؤرة المرض في أوروبا، حيث تسجل 7 آلاف إصابة يوميا، مقارنة بأقل معدل سجلته الدولة في يونيو الماضي، وهو 134 إصابة، وكانت إسبانيا واحدة من أسوأ الدول التي يهاجمها المرض في العالم، ووصلت أعداد الوفيات إلى 27 ألفا نتيجة إصابتهم بكوفيد -19 في الفترة من مارس إلى نهاية يونيو".
وذكرت أنه "تم فرض حالة الإغلاق الشامل لاحتواء تفشي المرض، ولكن معدل الإصابات ارتفع مرة أخرى في الصيف، عندما أعادت إسبانيا فتح معظم اقتصادها، في محاولة لإنقاذ صناعة السياحة".
وتابعت: "أشعلت الموجة الحالية نقاشا شرسا حول كيفية احتواء أسوأ معدلات تفشي الجائحة في أوروبا دون إلحاق المزيد من الأضرار بالاقتصاد، كون إسبانيا واحدة من الدول الأكثر تضررا من الناحية الاقتصادية في الغرب نتيجة "كوفيد -19"، والاقتصاد الإسباني المعتمد بشدة على السياحة من المتوقع أن يتراجع بنسبة تتراوح بين 10.5% و 12.6% في عام 2020، وفقا لأحدث توقعات البنك المركزي الإسباني".
وأردفت: "يتبلور التوتر حول كيفية التعامل مع التفشي الخطير للوباء في مدريد والمنطقة المحيطة بها، وهو ما يضع حكومة يسار الوسط بقيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز في مواجهة أمام السلطات الإقليمية التي تنتمي إلى يمين الوسط".
ولفتت إلى أن "معدلات تفشي العدوى في مدريد من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث تسجل 600 حالة لكل 10 آلاف شخص، وهو ضعف المعدل الوطني. وإدخال المرضى إلى المستشفيات يشهد ارتفاعا كبيرا، حيث يحتل مرضى كوفيد -19 وحدات العناية المركزة في إسبانيا بنسبة 40%".
هل يصمد اتفاق الهدنة في ناغورني قرة باغ؟
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن اتفاق الهدنة "المؤقتة"، الذي توصلت إليه أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا، بعد أسبوعين على القتال الشرس في إقليم ناغورني قرة باغ، المتنازع عليه بين الدولتين، لم يتضمن الكثير من التفاصيل، وتم ترك مسألة القتال في الخطوط الأمامية للجبهة لطرفي الصراع، من أجل الموافقة على إجراء مباحثات إضافية.
وأضافت: "تضمن الاتفاق المكون من 4 نقاط أن توقف الأطراف المتصارعة الأعمال العدائية على أسس إنسانية، من أجل تبادل السجناء واستعادة جثث القتلى من الجانبين، وفقا لمعايير الصليب الأحمر، إلا أنه لم يكن واضحا ما إذا كان الصليب الأحمر سيقوم بالإشراف على العملية".
وتابعت: "السكان الفارون من القتال يوم الجمعة وصفوا العنف بأنه الأسوأ على الإطلاق في الصراع المستمر منذ سنوات بين أرمينيا وأذربيجان، والذي اندلع في مطلع التسعينيات، وأدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وتشريد مليون آخرين، معظمهم من أذربيجان".
وأشارت إلى أن القتال على الخطوط الأمامية كان شرسا للغاية، ما أدى إلى عجز الجنود عن استعادة جثث رفقائهم القتلى في المعارك.
ونقلت عن الصحفي الأرميني "تاتول هاكوبيان"، الذي يغطي الصراع منذ 30 عاما، وكان في ناغورني قرة باغ خلال الأسبوعين الماضيين، قوله إن يوما واحدا من هذه الحرب يعادل 3 أشهر من حرب كاراباخ الأولى، وأكد أنه لم يكن يتوقع على الإطلاق نشوب حرب على هذا النطاق.
وأردفت الصحيفة الأمريكية: "كان الجنود يقاتلون في الخنادق على طول الجبهة على أجزاء صغيرة من الأرض، مدعومين بأسلحة أكثر تدميرا بكثير مما كان متوفرا في العقود الماضية، وتبيع روسيا الأسلحة لكلا البلدين، وتعتبر إسرائيل المورد الرئيسي للطائرات من دون طيار وغيرها من الأسلحة المتطورة لأذربيجان، كما أن تدخل تركيا، التي تستعرض قوتها إقليميا خلال الأشهر الأخيرة ودعمها العلني لأذربيجان، أدى إلى تغيير معادلة الحرب".