نيويورك تايمز": إيران طلبت من موسكو تعاوناً استخباراتياً قبل الضربة الإسرائيلية"

logo
أخبار

رغم الانشغال بـ"كورونا" .. إسرائيل وحزب الله يتبادلان رسائل "غير دموية" عبر الحدود

رغم الانشغال بـ"كورونا" .. إسرائيل وحزب الله يتبادلان رسائل "غير دموية" عبر الحدود
19 أبريل 2020، 10:30 ص

رصدت وسائل إعلام ومراكز بحوث إسرائيلية، أحد أوجه التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل؛ في ظل التركيز الدولي على مكافحة جائحة كورونا، وسلطت الضوء على ملف منظمة حزب الله والتطورات التي شهدتها في الأيام الأخيرة، والتي تؤشر على أن أزمة كورونا ربما لن تمنع حدوث تصعيد عسكري.

وشهدت الأيام الأخيرة واقعتين تدعمان الفرضية التي ترجح إمكانية حدوث توتر عسكري بين إسرائيل وحزب الله، رغم أن الطرفين يركزان جهودهما حاليا على مكافحة كورونا، حيث شهدت الحدود السورية اللبنانية واقعة استهداف سيارة جيب تقل عناصر من حزب الله، دون حدوث إصابات، أعقبتها واقعة السياج الأمني الفاصل بين شمال إسرائيل وجنوب لبنان؛ الأمر الذي يرى مراقبون إسرائيليون أنه جاء ضمن رسائل متبادلة بين الجانبين.

واستهدفت طائرة إسرائيلية من دون طيار، الأربعاء الماضي، سيارة تابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية داخل الأراضي السورية، قرب المنطقة الحدودية، وذكرت تقارير أن 4 من عناصر حزب الله كانوا يستقلون السيارة، في طريقهم من سوريا إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وهي واقعة عكستها مقاطع فيديو انتشرت عقب حدوثها.

ووفقا لوسائل إعلام عبرية، نجحت عناصر حزب الله، ليلة الجمعة، في خرق السياج الحدودي في ثلاث مناطق مختلفة، قبل عودتهم للجانب الآخر من الحدود، في مهمة غير معلومة، لكن مصادر إسرائيلية رجحت أنهم قضوا وقتا طويلا في الجانب الإسرائيلي من السياج.

رسائل متبادلة

المحلل العسكري الإسرائيلي روني دانيال، رصد هذا التطور عبر موقع "أخبار 12"، اليوم الأحد، وذكر أن الاعتقاد السائد بأن أزمة كورونا ستحول دون اندلاع توترات أمنية هو اعتقاد خاطئ ويحتاج إلى إعادة تقييم، مدللا على ذلك بالواقعتين المشار إليهما.

وذكَّر دانيال بواقعة حدثت قبل 3 أسابيع، حين تحدث الإعلام عن غارة ليلية شنها سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، واعتبر أن الواقعة إضافة إلى قصف السيارة على حدود سوريا مع لبنان، تأتي ضمن صراع مستمر تقوده إسرائيل ضد حزب الله، من دون أن تعلن مسؤوليتها، مستهدفة منع تسليح المنظمة اللبنانية بالسلاح الذي يصلها من إيران.

وحول الواقعة الأخيرة، يفترض دانيال أن إسرائيل لم تكن ترغب في تصفية عناصر حزب الله الأربعة، الذين استقلوا سيارة الجيب، ولكنها فقط أرادت إيصال رسالة للمنظمة مفادها أنه "رغم جائحة كورونا، لكننا نرصدكم ونعلم تحركاتكم، ولن نتردد في ضربكم"، على حد تقديره.

ووصف ما حدث بأنه كان مجرد "صاروخ تحذيري"، أطلقته طائرة إسرائيلية بدون طيار، تاركة مجالا للعناصر بالفرار، مضيفا أن الرسالة هي أن عملية من هذا النوع تتطلب استخبارات قوية ودقيقة على الأرض، وقدرة على تمييز من بداخل السيارة الجيب، لافتا إلى أن إسرائيل أرادت أن تقول لحزب الله أن أزمة كورونا لم تمنع أجهزتها الاستخبارية من العمل.

وفيما يتعلق بعملية حزب الله على السياج الحدودي، رأى المحلل الإسرائيلي أنها رسالة مضادة من قبل المنظمة لإسرائيل، مفادها أن حزب الله بدوره مستعد لتنفيذ عمليات والرد أيضا رغم جائحة كورونا.

لعبة 

بدوره، عبر المحلل السياسي يوني بن مناحم، عن الأمر ذاته في مقالته المنشورة، اليوم الأحد، بموقع مركز "القدس للشؤون العامة والمجتمع"، حيث أكد أن التقديرات السائدة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هي أن حزب الله مسؤول عن عملية السياج، وأن العملية جاءت كرد على قصف السيارة التي كانت تقل العناصر الأربعة.

وافترض أن حزب الله بدأ يدير لعبة ذكية ضد إسرائيل، حين نأى بنفسه عن عملية اختراق السياج الحدودي، وأنه من غير المعتاد أن تنفي هذه المنظمة عملية نفذتها.

ولم يقلل بن مناحم من رد حزب الله، رغم أنه ما زال مشوبا بحالة من الغموض، على اعتبار أن جنوب لبنان يقع تحت سيطرة المنظمة، وقال إن خرق ثلاث نقاط حدودية بالتزامن، دفع الجيش الإسرائيلي للتحرك، وقام بعمليات تمشيط واسعة ولم يصل إلى نتيجة في النهاية، حيث لا يمكن التأكد من حدوث تسلل إلى داخل العمق الإسرائيلي، ما اضطره للعودة إلى الحالة الطبيعية رغم المخاوف.

معدات متطورة

ونوه بن مناحم إلى أن حزب الله نفسه نفى مسؤوليته، لكن إسرائيل لم تأخذ بهذا النفي، وذهبت إلى أبعد من ذلك حين اعتبرت الحكومة اللبنانية هي المسؤولة بوصفها صاحبة السيادة على أراضيها، مؤكدا أن تقدير الموقف بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية حدد بشكل نهائي، أن حزب الله أراد توصيل رسالة تحذيرية لإسرائيل على خلفية قصف السيارة، يوم الأربعاء الماضي.

وعلى عكس المحلل السابق، رأى بن مناحم أيضا أن إسرائيل استهدفت السيارة؛ نظرا لأنها كانت تحمل معدات متطورة جاءت من إيران إلى سوريا، وكانت في طريقها إلى لبنان، وأن هذه المعدات على صلة ببرنامج زيادة دقة صواريخ حزب الله، دون أن يستبعد ما رددته وسائل إعلام عربية بشأن شخصيات كانت إسرائيل راغبة بتصفيتها، من بينهم مصطفى مغنية، نجل القائد العسكري عماد مغنية الذي تم اغتياله في سوريا عام 2008، وشقيق جهاد مغنية الذي تم اغتياله في القنيطرة عام 2015.

غزو الجليل

من جهتها، سلطت صحيفة "معاريف" العبرية، الضوء على الملف ذاته، من زاوية الرسائل المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، وكون التطور يأتي في ظل جائحة كورونا، لكن محللة الشؤون العربية بالصحيفة، شيمريت مئير، أضافت على ذلك ما هو أبعد، إذ زعمت أن واقعة السياج وإن كانت في إطار الرد على قصف السيارة، بيد أنها جاءت أيضا في إطار تدريبات يباشرها عناصر حزب الله ضمن ما قالت إنها "خطة حزب الله لاحتلال الجليل من قبل قوات خاصة مدربة".

وتتفق مئير مع المحلل روني دانيال، في أن إسرائيل لم ترغب في تصفية عناصر حزب الله، وأنها كانت تريد فقط توجيه رسالة، كما اعتبرت رد المنظمة اللبنانية خطيرا ومقلقا، مضيفة أن واقعة السياج، ليلة الجمعة، رسالة قوية لإسرائيل، كون الأخيرة على علم بأن لدى المنظمة اللبنانية خطة لاحتلال منطقة الجليل، مشيرة إلى أن هناك تقديرات منذ سنوات لدى إسرائيل، بشأن هذه الخطة التي رأت أنها ستكون، حال تنفيذها، "نقطة سوداء في تاريخ الصهيونية".

وذكرت أن حزب الله يريد أن يأتي ذلك اليوم الذي يرفع فيه علم المنظمة على مستوطنة إسرائيلية أو داخل قاعدة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي. مضيفة أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تستعد لهذا السيناريو، تؤهل الإسرائيليين في شمال البلاد لتقبل وجود هذا الفكر والتعايش معه، مذكرة بأن أنفاق حزب الله لم تكن هباء، وأنها جزء لا ينفصل عن الخطة المشار إليها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC