الرياض- حللت دراسة نفسية أعدتها حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، السمات الشخصية والنفسية لأعضاء التنظيم المتطرف "داعش" من خلال مقاطع الفيديو ومشاهد التعذيب التي ينشرها "داعش" بين الحين والآخر، وتظهرهم وكأنهم يتشفون بالقتل ويتلذذون بإيذاء الغير.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة الحياة أن "هذه المشاهد تدل على ضعف الشخصية وشعور بالنقص والدونية، إذ إن الشخصية المكتملة الواثقة لا تلجأ إلى التعبير بالتعذيب والإهانة والإذلال".
واعتبرت الدراسة أن "الداعشي" هو "بالواقع شخصية ناقصة تحاول ملء هذه الفراغات بالتعويض في ظهور الألم لدى الآخرين الذين هم في وضع ضعيف تحت أيديهم، فالسلاح الذي بأيديهم ليس علامة قوة إنما أكسبهم سلطة جسدية حسية وقتية".
وأوضحت الدراسة أن الواقع الشخصي لأعضاء التنظيم مضطرب ومؤلم، إذ إن ممارسة لذة التعذيب وتشويه الأجساد تعود لأشخاص قادمين في الغالب من تراكمات بيئية واجتماعية مؤلمة وقاسية جعلتهم مضطربين، فإما يميلوا إلى العزلة والانهيار وإما إلى العنف المبالغ فيه.
وتوضح الدراسة أن أعضاء التنظيم لا يثقون ببعضهم ودائما ما يضعون بعض الجنسيات في محك امتحان دائم، فمثلاً الجنسيات الخليجية والأردنية محل تهمة مهما أبدوا مناصرة لهم، ويستخدمون بعض الجنسيات الآسيوية في أعمال التنظيف والغسيل، والمغاربة مع التونسيين يضحون بهم في حرب عصابات المدن، والعراقيين للرئاسة والإمارة، لذا فإن التنظيم مهيأ بشكل قوي ليقضي على نفسه من الداخل.
ولفتت الدراسة إلى ضعف التدين وظهور نزعة الانحلال الديني التي يحاولون تغطيتها بأوصاف دينية مع تضخم الشهوات لديهم، فما فعلوه بمن يسمونهن "الأسيرات" و"السبايا" وفتح الأسواق والمزادات عليهن وتعريضهن للاغتصاب والتلاعب جزء من شهوانيتهم الطاغية.
وأشارت الدراسة إلى أن الأجيال السابقة من المقاتلين مع ما لديهم من غلو وانحرافات إلا أنهم يميلون إلى أدبيات وضوابط، فقلّت لديهم صور ومقاطع الاستعراض، أما أعضاء "داعش"فلديهم كثافة في الاستعراض.
وقالت الدراسة إن هذا الجيل من الغلاة المقاتلين يعيشون حالة ضخمة من الوهم المسيطر على عقولهم، والذي يتلخص في وهم الخلافة ووهم السلطة ووهم القوة، كما أسهم الإعلام العالمي في تضخيم هذا الوهم أكثر.