عاد إلى منزله بعد أن غادره قبل ثلاثة أشهر حين اشتدت المعارك وسط قضاء تلعفر لتنتهي بعدها لصالح سيطرة تنظيم "داعش" على كامل المدينة، لكن لم تكن عودة موفقة "وياليتني لم اعد"، يقول ساهر الشمري لشبكة "إرم" الإخبارية.
يروي الشمري بألم كيف تفاجأ حين فتح باب داره ليجد "أطفالاً يلعبون بحديقة منزله وامرأة تنشر الغسيل على حبل علق بين شجرتي التين والزيتون، ورجل أربعيني ذو لحية كثة يتأرجح على ارجوحتي البسيطة وسط الحديقة".
الشمري الذي ينتمي لقبيلة سنية لم يصدق أن "أفغانياً" أحد قياديي "داعش" وعائلته قد سكنت داره واستعملت أثاث منزله، ولم يكن بمقدوره سوى مغادرة الدار دون أن ينبس ببنت شفه خوفاً من بطش التنظيم المتشدد.
عضو البرلمان العراقي مهلة الهبابي كشف عن استيطان مئات العائلات الشيشانية والأفغانية بقضاء تلعفر بعد دخولهم عبر سوريا ثم العراق فالقضاء.
ونزح أكثر من 85% من أهالي قضاء تلعفر (70 كم غربي الموصل) إلى مناطق جنوب وشمال العراق بعد سيطرة تنظيم "داعش" المتشدد على القضاء بعيد العاشر من حزيران الماضي.
تقول الهبابي لـ"إرم"، إن "المصادر المتواجدة في قضاء تلعفر كشفت عن وصول أكثر من 800 عائلة أفغانية وشيشانية إلى قضاء تلعفر منذ أقل من شهر".
وبينت أن "العائلات الأجنبية احتلت العديد من المنازل التي هجرت المدينة بعد سيطرة التنظيم عليها، وباتوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي وكأنهم في بلدهم الأم".
فيما أكدت مصادر خاصة لـ"إرم" أن زحف العائلات الشيشانية وصل إلى مركز مدينة الموصل لكنه ليس بكثرة، كاشفة عن أن مركز المدينة يستقطب العرب لاسيما من المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب)، لكن غالبية هؤلاء يعيشون على شكل مجموعات.