محقق من أصل عربي يروي تفاصيل مثيرة عن استجوابه لصدام حسين

"سأكون صادقا معكم، عندما أبلغت أنني مكلف باستجواب صدام حسين نيابة عن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي شعرت بالهلع.. بل كان أمرا مرعبا بالنسبة لي".. هكذا بدأ الأمريكي من أصول لبنانية، جورج بيرو، حديثه عن أدق التفاصيل، التي عايشها مع الرئيس العراقي الراحل، حيث جمعتهما غرفة واحدة لساعات ممتدة بشكل شبه يومي على مدار ما يقارب العام، في محاولة منه لاستخراج المعلومات الدفينة في عقل صدام حسين.

الجلسة الأولى، يقول عنها المحقق جورج، إنه خلال 30 ثانية فقط، باغته صدام حسين بالسؤال: "هل أنت لبناني؟، فأجابه نعم والدي لبنانيان.. ثم استطردا في الحديث على مدار شهرين، عن كل شيء، من التاريخ والفن والرياضة إلى السياسة، وخصوصا رواية صدام حسين، "زبيبة والملك"، وكان ذلك بهدفه دفعه للتحدث.

من المواقف اللافتة التي يذكرها المحقق جورج، أن أحد أيام الاستجواب صادف ذكرى ميلاد صدام حسين الـ77، وكانت المرة الأولى التي احتفل فيها كثير من العراقيين بعدم إجبارهم على إحياء هذه الذكرى كالمعتاد، وقد شاهد صدام ذلك بنفسه على شاشات التلفزيون، ما سبب له اكتئابا شديدا، خففه احتفال المحقق معه بعيد ميلاده، حيث أحضر له قطعة كيك منزلية، وتناولا الشاي معا.

أولويات المحقق بيرو في الاستجواب، بحسب ما قاله في حوار لـ سي أن أن، كانت أولا "أسلحة الدمار الشامل"، وثانيا علاقة العراق بتنظيم القاعدة، حيث أخبره صدام حسين أنه لا يحب أسامة بن لادن ولا يؤمن بأيديولوجية القاعدة، في حين كان يرى نفسه أحد أعظم القادة العرب والمسلمين في التاريخ.

انتظر المحقق جورج خمسة أشهر كاملة، حتى طرح على صدام حسين أول سؤال عن أسلحة الدمار الشامل، حيث قال له الرئيس العراقي الراحل، إن بلاده بالطبع لم يكن لديها أسلحة دمار شامل، على عكس ما ردده بنفسه في خطاب جماهيري عام 2000، وقال إنه أراد الترويج لذلك كجزء من استراتيجية لتحقيق التوازن مع إيران، حيث كان يخشى من اكتشاف طهران لضعف الوضع في العراق، وبالتالي غزوه من الجنوب.

والآن جاء دور المحقق جورج نفسه ليدلي باعترافه الجرىء، حيث أكد وقوع إخفاقات أمريكية جسيمة، في عملية غزو العراق، أبرزها تفكيك الجيش العراقي، حيث أصبح كل أفراده الذين تم تسريحهم في حالة سخط، ما خلق تمردا ضد الوجود الأمريكي هناك، وبدأت النظرة لهم كمحتلين.

ينتقل المحقق بيرو، إلى مشهد النهاية، مستذكرا ان صدام حسين قال له إنه ستجري محاكمته، وستتم إدانته بل والحكم بإعدامه، ولذلك كان حريصا على الظهور، قويا شجاعا، لحظة إعدامه، التي وصفها المحقق بالقول إن الطريقة التي تمت بها لم تكن مجرد تنفيذ حكم، بل كانت انتقامية بامتياز.

logo
إرم نيوز
www.eremnews.com