منافس أردوغان.. هل يقلب قليجدار أوغلو الطاولة في صراع الرئاسة؟

"سنعيد للشعب ما سُلب منه".. هكذا ظهر كمال قليجدار أوغلو، واثقًا وسط حشد من أنصاره، بعد إعلانه رسميًا مرشح المعارضة أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

اتفاق سداسي بين أحزاب المعارضة التركية، جاء بعد حالة من الجدل والتوتر؛ لينهي حالة الانقسام في أصوات المعارضة، من أجل هدف واحد هو إنهاء حكم أردوغان المستمر منذ عقدين.

التساؤل الأكثر أهمية في تركيا الآن: "هل يصنع كمال قليجدار أوغلو نصرًا استثنائيًا بإنهاء حكم أردوغان البالغ 21 عامًا ويبدأ عهدًا جديدًا، أم أنه سيصبح "تاريخًا" بخسارة الانتخابات الأكثر أهمية في تركيا والانسحاب من المشهد السياسي؟".

تشير استطلاعات الرأي في تركيا إلى أن سباق الرئاسة هذا العام، سيكون محتدمًا.. أردوغان يخوض اختبارًا حاسمًا في انتخابات يعتبرها عديدون الأكثر أهمية في تركيا منذ إعلان الجمهورية قبل نحو قرن.

فالرئيس أردوغان، البالغ من العمر 68 عامًا، في مأزق، بسبب الأزمة الاقتصادية والزلزال المدمر، لكن ذلك ميزة بالنسبة لقليجدار أوغلو.

ليس ذلك فحسب؛ فمنافس أردوغان يستغل أيضًا توحيد صفوف تكتل المعارضة خلفه، في خطوة تعيد إلى الأذهان العام 2019، حين ألحق حزب الشعب الجمهوري الهزيمة بحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي له أردوغان في إسطنبول ومدن كبيرة أخرى في الانتخابات المحلية، وذلك بفضل دعم أحزاب المعارضة الأخرى.

بينما استطلاعات أخرى تشير إلى أن أردوغان قادر على الاحتفاظ بشعبيته إلى حد بعيد رغم كارثة الزلزال، وذلك لأسباب عدة أبرزها أن مرشح المعارضة قليجدار أوغلو ليس "كاريزما" بما يكفي ليكون بديلًا حقيقيًا لأردوغان.

كما لم يكسب أي انتخاباتٍ سابقة، وهذا انطباع سلبي عنه في الأوساط التركية وحتى لدى البعض من المعارضة.. إضافة لانتمائه للطائفة العلوية التي تعد أقلية في تركيا حيث تشكل أقل من 20% من سكان البلاد ذات الغالبية السنية.

ورغم الطابع العلماني لتركيا، إلا أن مثل هذه الحساسيات يبقى لها تأثير كبير، خاصة في أوساط المتدينين المحافظين.

لكن محللين يقولون إن ظهور معارضة موحدة، حتى بعد التأخر في اختيار مرشحها، قد يمثل تحديًا لا مثيل له في تاريخ تركيا الحديث.

فهل يصنع كمال قليجدار أوغلو التاريخ ويلحق الهزيمة بأردوغان، أم أن التاريخ سعيد نفسه؟

الرابع عشر من مايو سيجيب عن جميع التساؤلات

logo
إرم نيوز
www.eremnews.com