تدمير للرئتين أو اختناق أو أي علة تفتك بالجهاز التنفسي؟ ماذا أراد هؤلاء الهنود عندما قرروا ممارسة الهرولة الصباحية في أجواء لا ترى فيها معالم الطريق أو حتى رفاقك خلال الهرولة والنشاط بفضل الضباب الرمادي السَّام الناجم عن التلوث، والذي يغطّي سماء نيودلهي منذ أكثر من أسبوع.
تهيّج في العيون، وحكة في الحلق، وقطع أنفاس الأطفال، وحالات التهاب رئوي، تتفاقم بين الرضع..
هذا هو الحال في العاصمة التي باتت تتنفس السُّمَ بدل تنفس الصعداء بالتزامن مع ارتفاع معدلات التلوث إلى ذروتها بفعل عمليات الحرق الزراعي الشائعة لبقايا محاصيل الأرز، وانبعاثات المصانع، والنقل البري، في الوقت الذي تبدو فيه معدلات التلوث مصرة على أن تبقى مرتفعة وكأنها تعاند الجهات والمسؤولين والحلول التي يبدو أن النجاح لم يكتب لها حتى الآن، وهي التي تنوعت بين استخدام رشاشات المياه، وتغريم الشاحنات، وحث السكان على استخدام الأقنعة الواقية.
وعلى سبيل المثال حاولت السلطات تقييد استخدام المركبات لمدة أسبوع عن طريق السماح للمركبات التي تحمل أرقامًا فردية بالتنقل في أيام محددة، وتلك التي تحمل أرقامًا زوجية في الأيام الأخرى، فما كان من البعض إلا شراء أرقام زوجية وفردية، والالتفاف على القرار لضمان عدم تأثر أعمالهم ومصالحهم.
"التلوث أعلى بـ 40 مرة من الحد الأقصى الذي تنصح به منظمة الصحة العالمية "، ونيودلهي مازالت تتصدر قائمة الدول الأكثر تلوثًا في العالم بسبب الضباب الدخاني الذي يعد الأسوأ لهذا الموسم دون وجود أي حل جذري يقتلع مشكلة يعاني منها سكان نيودلهي الذي يقول الكثير منهم: "علينا أن نتعايش مع هذه الحالة، فإذا خرجنا من منازلنا من المحتمل أن يقتلنا الهواء، ولكن إذا بقينا فيها سيقتلنا الفقر".