منذ الأيام الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، ظهرت على مواقع التواصل نظريات مؤامرة وتفسيرات وتأويلات تسابق أصحابها لإطلاقها حول أسباب وقوع الكارثة، كان أشهرها اتهام برنامج "هارب" الأمريكي.. لكن هل يمكن للبرنامج أن يسبب زلزالا فعلا؟
ما هو برنامج هارب؟
هو مشروع علمي أنشئ في العام 1990 بقرارٍ من الكونغرس الأمريكي يختص بدراسة خاصيات وتفاعلات الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض التي تسمى الغلاف الإيوني.
كيف يعمل البرنامج؟
يعمل "هارب" على إطلاقِ موجات لاسلكية هي الأقوى والأعلى ترددا في العالم باتجاه الغلاف الإيوني بهدف تسخين الإلكترونات في الغلاف الجوي فتنشأ عن ذلك اضطرابات صغيرة مشابهة لتلك التي تحدث طبيعيا.
يهدف المشروع بحسب موقعه الإلكتروني لإجراء دراسة أساسية عن الآليات الفيزيائية التي تحدث في الطبقات الأعلى من الغلاف الجوي لفهِم الظواهر والاستفادة منها في تطوير أنظمة الاتصالات والمراقبة العسكرية والمدنية.
تفسيرات علمية تدحض الاتهامات
المسؤولة عن البرنامجِ "جيسيكا ماتيوز" نفت تلك الأنباء وقالت إن المعدات البحثية في برنامج "هارب" لا يمكنها أن تسبب كارثة طبيعية أو أن تقوي حدتها بحسب وكالة فرانس برس.
من جانبه أكد المتخصص في الفيزياء الفضائية في جامعة ريدينغ البريطانية "مايكل لوكوود" أن "هارب" ليس سلاحا.
عالمة الجيوفيزياء في مركزِ الزلازل الأمريكي "سوزان هوغ" وصفت هذه الادعاءات بأنها خيال علمي.
أما أستاذ علم الفلك في جامعة بوسطن "جيفري هوغز" فقد أكد أنه من غير الممكنِ أن يستخدم البرنامج للتأثير على الأرض في مكان بعيد.
مهما اختلفت النظريات والأسباب فإن غياب الاعتماد على أدلة علمية أو تفسيرات منطقية في أوقات الأزمات يبقي الباب مفتوحا أمام نشر أخبار ملفقة ومعلومات ليست دقيقة يمكن أن تشكل خطرا على الحياة.