لم تتجاوز الثلاث سنوات.. سقوط أبنية حديثة جراء الزلزال في سوريا يثير التساؤلات

أبنية عمرها سنتين أو ثلاثة، هوت طوابقها أرضا بسكانها، وهنا قلعة حلب التي يزيد عمرها عن قرون، لكنها لا تزال واقفة رغم التضرر، ما بين المشهدين غصة وألم، وتساؤل حول أبنية جديدة في الشمال السوري، انهارت بالجملة فوق رؤوس أصحابها.

أبنية الشمال السوري تناجي متعهديها، حيث لم تكف غصة السنين وخيبات الحرب الأهالي هناك، ليكتشفوا فجأة بأن مواطئ نومهم هشة، وشيدت من أشباه المواد، في وقت لفظ فيه الناس آخر أنفاس الألم، وشبع الأطفال قهرا وبردا.

إشارات استفهام كثيرة حول مبان عمرت حديثا، لكنها سقطت دون سابق إنذار في مناطق متفرقة تملؤها العشوائيات، فكانت النتيجة دمارا بهذا الحجم على إثر زلزال حدث أساسا في تركيا وما وصل إلى سورية هو ارتداداته فقط، في صورة تميط اللثام عن كم الفساد في أحياء يصل سعر المنازل فيها لمئات الملايين السورية، لكنهم مستثمرو المرحلة وتجار الأزمات الذين اقتتاوا على ألم الشعوب.

الزلزال الذي طال أرجاءا واسعة من سورية المكلومة أساسا، وخرب بيوتا هي آخر ما تبقى من ملاذ لسكان قهرهم الفقر، أثارت مخلفاته حفيظة التساؤل حول سقوط أبنية بنيامها، وسط مشاهد تدمي القلوب كأب أبى أن يفارق طفله ، أو آخر غرق بدموعه بعدما فقد عائلته بليلة غاب فيها ضوء القمر وحضر سواده فقط.

الآن ، وبعد أن تجاوز الوجع حده، ونادى الإنسان الإنسان، تأتيكم هذه الصورة لتعمق جراح الحسرة، في بلد تبرأت منه حتى طائرات الإغاثة، وباتت أصوات موتاه معزوفة تسمع وكأنها لا تسمع، فلتتنحى السياسة جانبا ولتخرج الإنسانية من عباءة المحاباة، علها تجد سبيلا لبلد ذهب ولم يعد، وجرب شعبه الغرق والحرائق والزلازل والفقر والقهر، وكأن للسوريين موعد مع حفنة الدمع المتجدد ، التي لا تكاد تغيب، حتى تعود بحلةٍ أقسى

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com