إذا كان تشبع ميسي بالألقاب بعد كأس العالم، ومراهقة نيمار التي لا تنتهي، من الأسباب التي يتكئ عليها البعض كحجج لتدني مستوى باريس الحالي، فماذا عن إخفاق عمره 10 سنوات في بطولة صرف عليها باريس ما قلَّ وكثر من مال وتعاقدات؟
في باريس سان جيرمان، مخطئ من يظن أن المشكلة تكمن في لاعب أو اثنين، وأصاب ذلك الذي حلل الموقف على أنه معضلة منظومة، فعلى الورق، تأتي تشكيلة باريس على هيئة الحلم لأي مدرب، بحارس صغير توسم العالم به كخليفة لبوفون قبل سنوات، مع خط دفاع فيه عراب قلوب الدفاع في الألفية الجديدة سيرخيو راموس وحكيمي وغيرهم، مرورا بفيراتي والبقية ووصولا لهجوم مرسوم بحكمة ميسي وشباب مبابي وموهبة نيمار رغم المزاجية.
نظريا، كل شيء على ما يرام في باريس، إلا حلقة المدرب القادر على خلق منظومة صحيحة، الأمر الذي أخرج باريس من دائرة المنافسة في جل المناسبات، وأفقده الشخصية المطلوبة في مواقف الحسم، ولنا في مباراته مع ريال مدريد الأخيرة خير دليل على هذا.
النادي الباريسي، وفي 10 سنوات غير 6 مدربين، بمعدل أقل من عامين لكل منهم، كأنشيلوتي وأوناي إيمري، توماس توخيل، بوكيتينو، وغيرهم، لم يذق النادي طعم الاستقرار الفني، مع أن أموالا كالتي صرفت، تطلق العنان لتخيل نادي لا تشوبه شائبه، أما أن تكون نتيجة مبلغ يلامس الملياري يورو في عقد من الزمن، زيادة مجنونة في عدد المتابعين على وسائل التواصل، بالإضافة لبعض الألقاب المحلية في الدوري وغيرها، فهي حكما فاتورة هيمنة أوروبية لم تأت بثمارها.
باريس و دوري الأبطال، لعنة تذكرنا بلعنة غوتمان الشهيرة في بنفيكا، حينما حرمت كلمات المدرب النادي من التتويج الأوروبي لأكثر من 60 عاما ولا تزال بينما في باريس تمر السنوات وكأنها أيام، فالإخفاق الأوروبي بات خبرا عابرا، وحالة موسمية.