دَرنة الليبية تجسيد لكارثةٍ إنسانية..
والمؤسف أن الأمر لم ينته عند هذا الحد، بل ربما يتعداه إلى إعلانها مكاناً غير صالحٍ للحياة بعد دعوة رئيس المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، حيدر السائح، إلى إجراء عملية إخلاء عاجلة خاصة للنساء والأطفال وكبار السن في دَرنة، إثر مخاطرَ بيئيةٍ متوقعة ناجمةٍ عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب والمياه الجوفية، إضافة إلى المباني الآيلة للسقوط، والأسلاك المتقطعة الناتجة عن تدمير الشبكة الكهرَبائية.
وأمام الوضع البيئي الحرج في درنة، ينتشر البعوض الناقل للأمراض بشكل كبير، كما أن تحلل جثث الضحايا وكذلك الحيوانات النافقة تحت الأنقاض، يضع المدينة أمام موجة وبائية خطيرة، قد لا تُحمد عقباها، بحسب السائح، الذي شدد على ضَرورة إخلاء الأطفال والنساء، قبل انتشار الأمراض المعتادة بعد الفيضانات، مثل الالتهاب الكبدي نوع "أ" وحمى تيفوئيد والكوليرا والملاريا؛ ما يتطلب توفير اللقاحات، مشيرا إلى توفير 20 ألفَ جرعة إلى الآن تستهدف الأطفال في مراكز التطعيم بدرنة.