"انتخابات القرن" التركية.. المنافسة تحتدم مع اقتراب يوم الحسم

تحتدم المنافسة بين أقطاب السياسة في تركيا. من حرب الحشود إلى حرب التصريحات. وصولاً إلى مواقع التواصل. الوسائل والأدوات تتعدّد والهدف واحد.

ففي تركيا كل العيون شاخصة إلى يوم الحسم في 14 من مايو لاختيار رئيس وبرلمان جديدين للبلاد. هذا التاريخ ليس عادياً؛ فهو يتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.

فمن سيمضي بالمئوية الثانية للجمهورية؟

المنافسة على أشدها وكل طرف يلوّح بأوراقه، فالرئيس أردوغان يدفع بورقة المشاريع ليرى الشعب إنجازاته خلال العقدين الماضيين، والمعارضةُ تقدم وعودًا كبيرة وتركز على إخفاقات الفترة الماضية.

استطلاعات الرأي تقول إن أردوغان، الذي يقود تركيا منذ 20 عاما، يواجه أصعب تحدٍّ له على الإطلاق، وسط ما تعانيه البلاد جراء معدلات تضخم وبطالة كبيرة، وتوترات سياسية ليست في وقتها مع الغرب، فضلا عن الآثار المدمرة التي خلفها الزلزال.

بينما المعارضة التركية متحدة بقيادة كمال كليجدار أوغلو لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وسط حالة من القوة والثقة بالفوز لم تحصل منذ عقود.

جبهة المعارضة تعهدت بإعادة الاستقلال للبنك المركزي وإلغاء سياسات أردوغان الاقتصادية.

كما أن المعارضة تعتزم تفكيك رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، وتعزيز علاقات تركيا الخارجية فضلاً عن إرسال اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

لذلك فإن الانتخابات التركية لن تحدد فقط من سيقود البلاد بل وطريقة حكمها، وإلى أين سيتجه اقتصادها ومسار سياساتها الخارجية.

كان لافتاً للانتباه نسبة الأتراك في الخارج الذين أدلوا بأصواتهم في السفارات وعند نقاط العبور الحدودية، حيث أغلقت صناديق الاقتراع أبوابها في التاسع من مايو في جميع أنحاء العالم، وبلغ عدد المشاركين نحو 1.76 مليون تركي، وهو ما تمثل نسبته نحو 54% من الناخبين المسجلين في الخارج، وفقاً لما قاله المجلس الأعلى للانتخابات لوكالة Bloomberg الأمريكية. وتزيد نسبة المشاركة تلك على نظيرتها في انتخابات عام 2018.

أردوغان يتطلع للحصول على دفعة تأييد كبيرة من أتراك الخارج في أوروبا، الذين طالما أيدوه وحزبه الحاكم تاريخياً، غير أن الأمر يختلف بين الأتراك الذين يعيشون في الولايات المتحدة، والذين يميلون عموماً إلى التصويت لمعارضي أردوغان، بحسب وكالة بلومبيرغ.

انتخابات المئوية الثانية لتركيا تضم أكثر من خمسة ملايين ناخب يصوتون للمرة الأولى في حياتهم ويشكلون ما يقرب من 8 في المئة من الناخبين، وقد يكون مفتاح النصر في أيديهم؛ ولذلك كانت تلك الفئة هدفاً نصب أعين المرشحين، وربما السلاحُ الأفضل لكسبهم هو وسائل التواصل الاجتماعي التي ركز عليها أردوغان ومنافسه أوغلو كثيراً خلال الفترة الماضية، لكن فئة الشباب تقيّمها استطلاعات الرأي بأنها فئة الناخبين المترددين، لكنهم يميلون للمعارضة التركية.

وفي زحمة التحليلات و الاستطلاعات و وجهات النظر حول الانتخابات الأهم في تاريخ الجمهورية، هنالك من يقول إن خسارة أردوغان لن تعني خروجه من السلطة فحسب، بل ستطوي إرث عقدين من حكمه، في حين أن هزيمة المعارضة لن تكون كأي خسارة سابقة، بل ستُفقدها فرصة الوصول إلى السلطة، فرصة ربما لن تتكرر لسنوات أو ربما لعقود أخرى.

logo
إرم نيوز
www.eremnews.com