موسم الزيتون في فلسطين.. عرس كرنفالي بامتياز
عامٌ يمضي وآخر يأتي، وما زال لموسم الزيتون نكتها الخاصة، التي تبدأ من انتظار الفلاحين له بفارغ الصبر ليقطفوا ثمار تعبهم وجهدهم، إلى أن يتم عصر الثمار لاستخلاص الزيت الأخضر منها، ويُعتبر موسم الزيتون عرسًا قديمًا بامتياز.
ويروي المزارع أبو مصطفى من محافظة سلفيت في الضفة الغربية، لـ"إرم"، كيف يبدأ يومه قائلاً:"نبدأ يومنا بغلي الشاي على النار، وبعدها ينطلق كل واحد منا ومعه أدوات القطف، وتنطلق الأحاديث ويعلو الكرم بأصوات المزاح والضحك، ووقت الإفطار نجتمع على مائدة بسيطة من كأس شاي آخر وخبز الطابون وحبات البندورة والزيتون المكبوس والزعتر".
ويضيف: بعد قطف ثمار شجرة الزيتون تكون عملية التقليم لأغصانها وتهيئتها للعام القادم وتتم إزالة أغصانها الجافة والعالية وتُجمع الأغصان للاستفادة منها في الشتاء وإشعال كانون النار.
وترى الحاجة أم يعقوب أن "العونة" والتي تعني "اجتماع الأهالي من القرية لمساعدة فرد منها في القطاف" من "أفضل الأساليب التي تزرع قيم التعاون والتكاتف في الوقت الذي افتقد المجتمع الفلسطيني جزءا منها".
زيت "البدادة"
"طريقة بدائية على زمن أجدادنا، مازلنا نمارسها كتقليد سنوي في موسم قطاف الزيتون للحفاظ عليه"، هذا ما قاله المواطن خضر داهوقي من خربة قيس جنوب سلفيت، عن عملية استخراج زيت "البدادة".
وحول طريقة استخراج الزيت، يقول داهوقي: نأتي بثمار الزيتون الأشهب "تكون بين اللون الأسود والأخضر"، نضعها على أرضية من القش ونوقد النار فيها، نتركها قليلاً لتكتسب طعم الدخان ورائحته، ونجمعها لندقّها بحجارة ملساء ثم نعجنها بأيدينا، ونعصرها إما بأيدينا أو في كيس بلاستيك.. نلفه لنضغط على الحبات حتى يسيل الزيت من ثقوب الكيس، ليصبح جاهزاً للأكل.
زيت "البدادة" يميل إلى السواد بلونه، وعن طعمه يقول داهوقي "لذيذ كالسمنة البلدية".
ويلعب الزيتون دوراً هاماً في الدخل والأمن القومي الفلسطيني، حيث أن 45% من الأراضي الفلسطينية مزروعة بالزيتون حسب مركز الاحصاء الفلسطيني، بالرغم من تقلصها نتيجة الاعتداء المتواصل لقطعان المستوطنين عليها، ومصادرة الاحتلال لها تحت مسميات المناطق الأمنية والجدار العازل، ومع كل ذلك ما زال زيت الزيتون يحتل الصدارة بالصادرات للخارج كل عام تقريباً لدعم دخل المزارع الفلسطيني.
