"العبرية" سلاح داعشي جديد يخدم الرواية الإسرائيلية (فيديو)"العبرية" سلاح داعشي جديد يخدم الرواية الإسرائيلية (فيديو)

"العبرية" سلاح داعشي جديد يخدم الرواية الإسرائيلية (فيديو)

بعد أسبوع واحد من بث مقطع فيديو، ظهر فيه أحد عناصر تنظيم "داعش" في سوريا، وهو يتوعد الإسرائيليين باللغة العبرية، بأن الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد، وأنه لن يبقى يهودي واحد في القدس أو أكنافها، نشر ما يسمى تنظيم (ولاية سيناء)، مساء الأحد، فيديو جديد، وجه خلاله رسالة إلى "جنود وضباط الجيش الإسرائيلي، وجميع اليهود"، واصفا إياهم بـ"أحفاد القردة والخنازير"، ومهددا بأن التنظيم "سيصل إليهم من جميع أنحاء العالم".

ويظهر في الفيديو عنصران مسلحان، بينما يتقدمهما شخص يحمل (سكين)، وتكاد ملامح وجهه أن تظهر، بينما يوجه حديثه باللغة العبرية إلى الإسرائيليين، مهددا إياهم بالذبح. وفي الأسبوع الماضي، وجه تنظيم (داعش) في سوريا للمرة الأولى رسالة مصورة باللغة العبرية إلى إسرائيل، عبر أحد عناصره ممن يجيدون الحديث بهذه اللغة، يتوعدها بأن الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن كل ما حدث حتى الآن كان مجرد "ألعاب أطفال" مقارنة بما سيحدث في الفترة المقبلة، على حد قوله.

وتعتبر تلك هي المرة الثانية التي يوجه فيها التنظيم الإرهابي رسالة إلى إسرائيل باللغة العبرية، في إطار الحرب النفسية التي يشنها ضدها، بيد أن المتحدث هذه المرة بدا أقل قدرة على الحديث بتلك اللغة، على خلاف الفيديو الأول، والذي ظهر فيه المتحدث وأنه قطع مراحل متقدمة في تعلم اللغة العبرية.

وفي الفيديو الأول، الذي بثه التنظيم من سوريا، ظهر عنصر من (داعش) يرتدي زيا عسكريا، ومحاولا الحديث بالعبرية كما يتحدث بها اليهود الأشكناز، وعلى سبيل المثال حرف (ح) الذي نطقه في بعض الكلمات (خ) مثلما ينطقه الأشكناز، ولكنه نطق العديد من الكلمات كما تنطق بالعربية، وليس كما تنطق بالعبرية، مثل (سيناء ودمشق)، حيث ينطق كل منها بالعبرية (سيناي/ داميسيك)، ولكنه في المجمل تحدث العبرية بطلاقة.

فيما ظهر المتحدث في الفيديو الثاني أقل كفاءة باستخدام تلك اللغة، حيث خلط نطق العبرية كما ينطقها الأشكناز والسفارديم على السواء، ومن ذلك نطقه الصريح لحرف (ع) الذي يجد الأشكناز صعوبة في نطقه، وينطقونه (أ)، وفي الوقت نفسه نطق حرف (ح) كما ينطقه الأشكناز (خ).

ويعتقد مراقبون أن ردود الفعل التي أحدثها الفيديو الأول، والذي تم بثه الأسبوع الماضي، هو ما دفع التنظيم لإستغلال عناصره التي تجيد اللغة العبرية، في توجيه رسائل للشارع الإسرائيلي، لا سيما مع الأصداء الكبيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية إزاء الفيديو الأول.

وبدأت بوادر الحرب النفسية التي يشنها (داعش) ضد إسرائيل قبل عشرة أيام تقريبا،، حين تم نشر أربعة مقاطع فيديو متزامنة، بالعربية، تتوعد إسرائيل بالإنتقام على الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، ووجدت أصداءا كبيرة في الإعلام الإسرائيلي.

وسبق بث مقاطع الفيديو من هذا النوع تصريحات أطلقها مسؤولون إسرائيليون، وعلى رأسهم القائم بأعمال القائد العام لشرطة الإسرائيلية اللواء "بنتسي ساو"، والذي زعم أن "انتفاضة السكاكين هي من وحي تنظيم داعش، وأن السكين رمزا لهذا التنظيم".



وتسبب مقطع الفيديو الأول والثاني بالعبرية، والذي ركز فيه التنظيم على التلويح بالسكين في اعتقاد سائد بين الكثير من المراقبين، بأن هذا الأمر يصب في مصلحة الرواية الإسرائيلية، ويشوه صورة الإنتفاضة الفلسطينية، حيث سيكون من السهل على الإعلام الإسرائيلي بعد بث هذه الفيديوهات، الترويج للعالم بأن السكين التي يستخدمها الفلسطينيون جاءت بناء على تعليمات من تنظيم داعش.

واعتبر المراقبون أن تلك الخطوة تأتي في إطار الربط بين انتفاضة الفلسطينيين وبين تنظيم داعش، مرجحين أن الأمر يكون في إطار محاولات تشويه تلك الانتفاضة، ووصمها بالإرهاب، وبخاصة وأن الفيديو الأول الذي يقال أنه بُث من سوريا، لم يظهر فيه السكين سوى في نهايته، لذا فقد حرص التنظيم في الفيديو الثاني على إظهار السكين من البداية إلى النهاية.

ويستغرب محللون الاهتمام الإسرائيلي الكبير بهذه المقاطع، وتداولها عبر جميع وسائل الإعلام، على الرغم من أنها تصيب الشارع الإسرائيلي نفسه بحالة من الهلع، وأن عرضها بهذه الصورة ربما يأتي في إطار خطة ممنهجة تحمل أهدافا محددة، لا سيما وأن ثمة رقابة إسرائيلية صارمة على عرض مثل هذه المشاهد.

وما يرجح وجود أمر غير طبيعي وراء هذه الفيديوهات، هو التحذير الذي أطلقه الدبلوماسي الإسرائيلي "أوري سافير"، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، وأحد من شاركوا في التخطيط لإتفاق (أوسلو) في تسعينيات القرن الماضي، بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والذي حذر الحكومة الإسرائيلية من محاولة تصوير الأوضاع الحالية على أنها "هجوم داعشي فلسطيني ضد إسرائيل"، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" يريد إقناع الرأي العام بأن المواجهات العنيفة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني "تأتي في إطار حرب دينية"، ومعتبرا أن هذا الأمر في غاية الخطورة.

وفي المقابل حاول الإسرائيليون أنفسهم الرد على تلك الفيديوهات، ونشرت فرقة غنائية إسرائيلية في أعقاب بث فيديو (داعش) الأول، أغنية تسخر من هذا الفيديو، وتتوعد التنظيم، وتحاول أن تثبت أنها لا تخشاه، ما يدل أن ردة الفعل الإسرائيلية تجاه هذا الفيديو هي ما دفعت التنظيم لتكرار هذه التهديدات المصورة، والتي يعتقد البعض أنها قد تخفي خلفها الكثير من الأسرار، وبخاصة لو وضع في الاعتبار أن إسرائيل نفسها كانت في حاجة لفيديوهات من هذا النوع، لتبرر روايتها بشأن ما تصفه بـ"الإرهاب الفلسطيني".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com