الحصالة.. مسرحية إماراتية تنتصر للمرأة العربية
الحصالة.. مسرحية إماراتية تنتصر للمرأة العربيةالحصالة.. مسرحية إماراتية تنتصر للمرأة العربية

الحصالة.. مسرحية إماراتية تنتصر للمرأة العربية

عرضت في العاصمة الاردنية عمّان، ضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني 21 المسرحية الإماراتية "الحصالة" التي عالجت صورة المرأة العربية في ظل التسلط الذكوري.



المسرحية كانت جريئة في الطرح وهي من تمثيل : مرعي الحليان (الأب) وسميرة الوهيبي (الابنة) واللذان قدما اداءً منسجما ومتميزا بإيصال المضامين والرسائل التي حملاها العرض والتي لم تبتعد عن بعض الإسقاطات السياسية في بعض اللوحات.


ومزج العرض بين مشاهد تراجيدية وأخرى كوميدية قدمها مخرج ومؤلف العمل محمد صالح، بديكورات بسيطة، وتقنيات إضاءة كلاسيكية.


وبدأ العرض بظهور شخصيتي العرض واقفين على طرفي مقدمة خشبة المسرح تحت إضاءة عامودية بيضاء مسلطة عليهما، وتعتيم كامل في المشهد بما يشي بالحكاية التي يراد تسليط الضوء عليها، بالإضافة إلى استخدام سينوغرافيا بسيطة وهي عبارة عن صندوق كبير يتدلى من أعلى المسرح إلى منتصف الخشبة؛ مرتفعا عنها بمسافة تتجاوز المتر والنصف مثلت الحصالة التي كان يكنز الاب فيها مدخراته.

وفيما تحكي المسرحية قصة فتاة تعيش مع والدها المسن الذي يحتم عليها البقاء في البيت الرتيب لتقوم على خدمته، ويرفض خروجها وتحقيق أحلامها بالزواج وإنشاء أسرة او حتى أن تطاوعه في بيع الأرض والبيت والتمتع بثمنهما الذي يساوي الكثير والانتقال الى شقة اكثر عصرية.

وفي لقاء خاص لـ رم يقول الناقد والدرامتورغ مؤيد حمزة: إن العرض قدم مضمون النص برمزية تُشير ولا تُصرح. وتتطرق لموضوعة المال وإدارته. كثير من الرمز وانزياح في تقنية الكتابة المسرحية التي انتهجت السرد والوصف في أغلب الأحيان، ومونولوجات طويلة أعطت كلا الممثلين فرصة لتقديم مشهد أظهر براعة لافتة.

أداء الممثلين تراوح بين الواقعي، من الممثلة وبين كاريكاتورية مرعي الحليان، في مقابل ديكور رمزي بامتياز تعمد رفع الحصالة إلى سماء الخشبة المسرحية، مع الانتقال بليونة تحملها الممثل بين المشاهد التي تعرض الزمان الماضي بين الزوج وزوجته ، ثم الأب وابنته.


الأب ( رمز السلطة .. صاحب المال.. المتحكم بقرار البيع أو التملك، والمتوجس من كل من اقترب من ابنته خشية أن يكون ساعيا وراء أملاكه) يتعامل مع ابنته بنفس الطريقة التي كان يعامل بها زوجته في بداية المسرحية.


وقد ظهرت البنت بعد طول حرمان لم تستطع أن تتحمل الثروة التي تحصل عليها فجأة (من فوق) فتزداد طلباتها وتتصاعد.. فتتحول من شراء ما يساعدها على الإنتاج، بل والاستثمار وإن كان غشا. فلا بأس من شراء بيت دجاج ثم (نبيعه على أنه البيت).. ثم زوج .. إلى أن يصل بها الأمر إلى أن تلقي بمن لا يعجبها إلى الخارج.


لكن المخرج اهتم بالتفاصيل الصغيرة التي تبلغ حد الملل والتي تعكس الحالة النفسية للشخصيات، بل وتبلور الجو العام للعرض، وفي هذا المجال يبدع الممثل (كلاهما) وإن حاول الفنان مرعي الحليان أن يكسر هذا الملل في أكثر من موضع، وتلوين اللوحة المسرحية بشكل عام، ونجح في ذلك في المونولوغ الذي قدمه حين تناول مسألة عدم زواج ابنته حتى ذلك الوقت.


الأداء الملون نفسه، وجدناه عند الممثلة في مونولوجها الختامي أيضاً. ونحن هنا لا نقارن بل نؤكد على أن هناك توجها عند فريق العمل على عدم المضي في السوداوية خشية الوقوع في المونوتون طوال العرض وقد نجحوا في ذلك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com