أكد خبراء ومختصون سياسيون، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، سيكون بدايةً لانقسامات في صفوف الحركة، خاصة وأن هناك خلافات عميقة بين قيادتها بشأن هجوم أكتوبر، الذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وعقب اغتيال هنية بساعات قليلة، انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بتكليف قيادات بارزة بمهامه على نحو مؤقت، فيما لم ترد حماس رسميًا على الأمر.
وقال المحلل السياسي، محمد هواش، إن "هجوم أكتوبر تسبب بانقسام غير معلن داخل صفوف حركة حماس؛ بسبب معارضة القيادة بالخارج للهجوم وعدم معرفتها به"، مبينًا أن اغتيال هنية سيزيد وتيرة تلك الانقسامات.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "عملية الاغتيال أشعلت مبكرًا المنافسة داخل قيادة حماس على رئاسة المكتب السياسي"، مبينًا أن تلك المنافسة ستكون بشكل رئيسي بين موسى أبو مرزوق نائب هنية، وخالد مشعل رئيس مجلس شورى حماس.
وأشار هواش إلى أن "الانتخابات الأخيرة لحماس شهدت منافسة ساخنة على رئاسة المكتب السياسي، وتم تجاوز أي خلاف بتولي هنية المنصب، بحيث أصبحت المواجهة الأصعب مؤجلة للانتخابات المقبلة"، مبينًا أن الاغتيال أشعل هذه المواجهة.
وبين أن "ذلك يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة لحماس وقادتها السياسيين والعسكريين، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى انشقاقات داخل الحركة"، مرجحًا أن يقدم بعض القيادات على الانسحاب على نحو علني أو سري من الحركة.
وأضاف هواش أن "الصراع الذي سيشتعل داخل حماس على منصب هنية سيجعلها في أضعف حالاتها، وسيجبرها على القبول بأي اتفاق مع إسرائيل، خاصة وأنها فقدت قيادات سياسية وعسكرية بارزة، وهي بحاجة إلى إعادة هيكلة بالفترة المقبلة".
ويرى المحلل السياسي، يونس الزريعي، أن "المنافسة داخل حماس لن تقتصر على رئاسة المكتب السياسي"، مبينًا أن جميع المناصب الشاغرة ستكون محط نظر القيادات العسكرية والسياسية، ما سيؤدي إلى خلافات عميقة.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "قيادات من حماس تسعى لتولي منصب هنية منذ سنوات، خاصة خالد مشعل الذي تولى المنصب، ولم يتمكن من إجراء تعديلات على النظام الداخلي لحماس للحصول على ولاية ثالثة".
وبين الزريعي أن "حماس ستكون مضطرة لاختيار رئيس مؤقت لمكتبها السياسي، دون أن تعلن عن اسمه، مثلما حدث عقب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي أحد مؤسسيها"، مبينًا أن ذلك سيكون من أجل تحقيق هدفين؛ الأول ضمان عدم اغتياله والثاني التخفيف من حدة أي اعتراضات أو انقسامات.
وأضاف أن "اختيار الرئيس المؤقت للمكتب السياسي لن يكون سهلًا على قيادة حماس، خاصة وأن الشخصية التي ستُخْتَار ستكون المؤهلة لتولي المنصب في الانتخابات المقبلة"، متابعًا "قد تلجأ بعض القيادات للانشقاق أو تعليق أي مهام لها احتجاجًا على عملية الاختيار".
ونوه الزريعي إلى أن "الخلافات والانقسامات على رئاسة المكتب السياسي قد تدفع حماس لترك المنصب شاغرًا وتأجيل اختيار الرئيس إلى حين التوصل لاتفاق مع إسرائيل، وإعادة تثبيت حكمها بالقطاع"، مشددًا على أن ذلك سيعزز الانقسامات بصفوف الحركة.