"يعمل مع العدو".. جندي أوكراني يواجه والده الموالي لروسيا في ساحة المعركة

"يعمل مع العدو".. جندي أوكراني يواجه والده الموالي لروسيا في ساحة المعركة

 روى جندي أوكراني لصحيفة "الغارديان" البريطانية كيف يقف في الطرف المقابل لوالده في جبهة القتال المحتدم بين قوات كييف من جهة والجيش لروسي والقوات الموالية له في شرق البلاد من جهة أخرى.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، الجمعة، إنه في الساعات الأولى من يوم 24 فبراير، عندما بدأت الصواريخ الروسية قصف أوكرانيا، أمسك أرتور (الجندي الأوكراني الشاب)، مثله مثل ملايين الأوكرانيين، هاتفه للاتصال بأسرته، لكن بينما كان معظم الشباب الأوكران قلقين على سلامة والديهم، كان لدى أرتور (27 عامًا) رسالة مختلفة لوالده "أوليغ" العقيد في القوات الانفصالية الموالية لموسكو في شرق أوكرانيا.

أرسل الشاب لوالده رسالة غاضبة قال فيها: "أيها الحمقى"؛ ليرد عليه الأخير محذرًا إياه من الانخراط في الحرب: "لا تحمل مسدسًا".

وتضيف الصحيفة: "لم يتبع أرتور نصيحة والده، وسرعان ما تم تجنيده كمتطوع، حيث شارك في دفاع أوكرانيا الناجح عن العاصمة، والذي انتهى بانسحاب القوات الروسية من المنطقة في أبريل، وسرعان ما التحق بالجيش الأوكراني النظامي، وشارك مؤخرًا في هجومه المضاد في شمال وشرق أوكرانيا".

وطوال هذا الوقت، ظل أرتور على اتصال بوالده في دونيتسك التي تحتلها روسيا من خلال الرسائل النصية التي شاركها مع الغارديان.

وفي مكالمة فيديو مع الصحيفة قال الشاب: "نحن حرفيًا على الجانبين المعاكسين لخط المواجهة.. لكن واحدًا منا فقط يقاتل من أجل القضية الصحيحة".

انقسام أسري

وأشارت الغارديان إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في تشتيت آلاف الأسر، وبسبب ماضي البلدين المتشابك والمعقد، فإن العديد من الأوكران لديهم أقارب على الجانب الآخر من الحدود.

وتضيف: "لكن القليل من القصص تلخص الانقسام الأسري بشكل دراماتيكي مثل قصة أرتور، وهي أول رواية معروفة لجندي أوكراني يقاتل والده كجزء من القوات الروسية".

وبحسب التقرير، فقد وُلد أرتور في عائلة عسكرية في مدينة بوريسبيل القريبة من كييف، التي كان والده أوليغ جاء إليها من منطقة دونيتسك الشرقية الأوكرانية حيث خدم عقدًا في الجيش الأوكراني حتى العام 2011.

وبعد طلاق والدة أرتور في ذلك العام، انتقل أوليغ إلى روسيا بحثًا عن عمل، وفقًا لابنه. وبينما كان أوليغ يكافح من أجل المال، انضم إلى القوات الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك، في العام 2016، بعد عامين من ضم موسكو لشبه جزيرة القرم وإرسال بوتين قواته لدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

انضم إلى العدو

ويتذكر أرتور: "لقد صدمت عندما أخبرني أنه ينضم إلى ميليشيات دونيتسك.. بالنسبة لي، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، بدأت هذه الحرب، في العام 2014، وهذا يعني أنه انضم إلى العدو."

وقال أرتور إنه رأى والده يتبنى تدريجيًا موقفًا مواليًا لروسيا في الصراع حتى قبل أن ينضم إلى الانفصاليين. "كانت الدعاية الروسية تسيطر عليه، واعتقدت أنه لن يستسلم لها، وأنه سيكون أذكى من ذلك، ولكنني كنت مخطئًا."

ومع ذلك، ظل الاثنان على اتصال، ولكن مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا في الفترة التي سبقت غزو فبراير 2022 ، زادت المسافة بين الأب والابن.

وفي أوائل مارس، بعد طرد معظم القوات الروسية من كييف، أرسل أرتور رسالة فيديو قصيرة إلى والده، يسخر منه بسبب تحذيره السابق بشأن سقوط العاصمة: "أنا أتجول، ولكن لا يمكنني رؤية روسي واحد، يبدو أنهم اختفوا، هل يمكنك أن تنصحني، لا أفهم أين هم؟ ".

ورد أوليغ بأن حظوظ روسيا ستتغير قريبًا، وحث ابنه مرة أخرى على إلقاء أسلحته.

وتحدث الأب وابنه مرة أخرى بعد ظهور أدلة على عمليات قتل روسية للمدنيين من بلدة بوتشا الأوكرانية. وقال أوليغ إن التقارير كانت "كاذبة"، نقلًا عن مزاعم التلفزيون الروسي بأن صور القتلى المدنيين في بوتشا قد تم تدبيرها، وأن المدنيين قتلوا على أيدي الأوكرانيين أنفسهم.

وقال أرتور: "أخبرته أنني كنت في بوتشا بنفسي، وأنني رأيت كل شيء بأم عيني.. لكنني أدركت أنه ميؤوس منه، توقفت عن محاولة إقناعه بأي شيء، إنها طاقة مهدرة ".

لا أستطيع قتله

وفي رده على سؤال "الغارديان" عما سيفعله إذا واجه والده في ساحة المعركة، أجاب أرتور: "لا أعتقد أنني أستطيع إطلاق النار عليه أو أنه يمكن أن يطلق النار عليَّ، من يستطيع قتل والده؟ ".

 وأضاف أنه في الوقت الحالي، من غير المرجح أن تتحقق التوقعات القاتمة (بالمواجهة المباشرة)، لأن والده كان متمركزًا في قاعدة عسكرية في دونيتسك.

ويروي الشاب أنه في إحدى الرسائل التي أرسلها مؤخرًا إليه، قال والده: "ما زلت ابني. أريد حياة أفضل بالنسبة لك، أريدك أن تكون سعيدًا وبصحة جيدة".

لكن الشاب الأوكراني لا يريد أن يفلت أبوه من العقاب، قائلًا: "لكنني أعتقد أنه يجب أن يواجه بعض العقوبة على كل هذا في المحكمة.. أود أن أراه يشهد انتصارنا وعالمه ينهار".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com