موسكو تبرر أعمالها في أوكرانيا باستقلال كوسوفو
موسكو تبرر أعمالها في أوكرانيا باستقلال كوسوفوموسكو تبرر أعمالها في أوكرانيا باستقلال كوسوفو

موسكو تبرر أعمالها في أوكرانيا باستقلال كوسوفو

تحاول موسكو منذ بداية الأزمة الأوكرانية، تبرير أعمالها في البلد الشرق أوروبي، باستقلال كوسوفو، تلك الجمهورية الصغيرة في صربيا التي تمردت على سلطة بلغراد في أواخر عام 1990.

وفي تحليل لها حول أطماع بوتين في إعادة بناء روسيا الكبرى، تقول صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية: "فلاديمير بوتين الذي يقدّر أن الانفصال كان مدبرا من قبل الغرب، استغل هذه القضية في سابقة تتيح له -ضمن ما يعتبره حيزا حكرا على روسيا- تغيير حدود أراضي الإمبراطورية السوفياتية السابقة. بالأمس كان ذلك في شبه جزيرة القرم، واليوم في شرق أوكرانيا، وغدا ربما في ترانسنيستريا".

وتتابع: "مع ذلك فإن التاريخ ما بين كوسوفو وشبه جزيرة القرم، مختلف جدا، حيث لم يجر الاستفتاء على استقلال كوسوفو إلا بعد مرور عشرة أعوام على التدخل العسكري ضد صربيا، التي كانت هي نفسها غارقة في حملة للتطهير العرقي".

وتشير إلى أنه "قبل الحرب أجرى الغربيون والروس مفاوضات مطولة لمحاولة حل هذه القضية من خلال الدبلوماسية، فلا علاقة لهذا الوضوع إذا مع (الحرب الخاطفة) التي شنها بوتين على شبه جزيرة القرم، ولا مع الانفصال المفروض تحت الاحتلال العسكري، من خلال استفتاء أُجري على عجل، في الوقت الذي لم يمارس فيه أي ابتزاز ضد الموالين لروسيا. وهذا اختلاف آخر مع كوسوفو، حيث تعهّدت روسيا بضمان سلامة أراضي أوكرانيا، من خلال التوقيع على مذكرة بودابست في العام 1994."

وتؤكد الصحيفة على أن "هناك تشابهات مثيرة مع الأحداث التي أدت إلى الحروب في كرواتيا والبوسنة في أوائل 1990، فكما فعل سلوبودان ميلوسيفيتش مع صرب كرواتيا، ثم مع صرب البوسنة، بعد استقلال هاتين الجمهوريتين، يُثير بوتين اليوم، استياء الأقليات الروسية في شرق أوكرانيا، بتغذيته مطالب الهُوية".

وقالت إن "ميلوسيفيتش وبوتين وزّعا المساعدات المالية والأسلحة، والدعم السياسي على الانفصاليين، مع حثّهم على التمرد والثورة"، معتبرة أن "هذه السياسة محفوفة بمخاطر جمة".

وتنقل الصحيفة عن خبير في شؤون المنطقتين، قوله: "إذا قرّر بوتين أن يوقع حلا وسطا مع الغرب، لا شيء يقول أنه سيكون قادرا على فرض هذا الحل على الناشطين الموالين لروسيا ".

ويضيف الخبير: "الولاية الثالثة لفلاديمير بوتين ولاية أيديولوجية، الرئيس يريد أن يترك إرثا لروسيا، المواجهة التي بينه وبين الغرب أصبحت منذ الآن مواجهة مؤكدة ".

ويتابع: "الأيديولوجية المعادية للغرب والمعادية لليبرالية، والكراهية تجاه الديمقراطية والقومية المتطرفة، أفكارٌ يرسمها منظّرون، أمثال الفيلسوف الكسندر دوغين، أو العالم السياسي أندرانيك مثغرانيان الذي يقارن إعادة توحيد الأراضي الروسية بتوحيد هتلر للأراضي الألمانية قبل 1939".

ويزيد: "غزوُ الأراضي، وأديولوجيةُ صربيا الكبرى، القائمان على حُلم من أحلام القرن الـ19، هو الذي أدى بيوغوسلافيا السابقة إلى حالة من الفوضى، وأدّى بِمُلهميها إلى الخسارة في النهاية. تُرى، أي مصير ينتظر روسيا وأي مصير ينتظر فلاديمير بوتين؟".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com