الصومال.. حزمة مشاكل وخيارات قليلة
الصومال.. حزمة مشاكل وخيارات قليلةالصومال.. حزمة مشاكل وخيارات قليلة

الصومال.. حزمة مشاكل وخيارات قليلة

الصومال.. حزمة مشاكل وخيارات قليلة

مقديشو ـ في هذا العام، كان من المفترض أن تتخلى الصومال عن سمعتها كأبرز دولة فاشلة في العالم، بعد انتهاء فترة الانتقال السياسي التي تهدف إلى إقامة حكم مدني .

ولكن على الرغم من الدعم الدولي للحكومة ضد المتشددين المرتبطين بالقاعدة، ووجود ما يقرب من 18 ألف جندي أفريقي لحفظ السلام، فإن تحقيق ذلك الهدف بشكل جدي يبدو بعيد المنال .

فقد وقعت هجمات انتحارية قتل فيها عشرات الاشخاص في الاشهر الاخيرة، بينما تستمر القنابل المزروعة على جانب الطريق في استهداف المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك واحدة انفجرت قرب الرئيس حسن شيخ محمود.  

ولمناسبة مرور عام على تولي الرئيس الصومالي منصبه في 16 سبتمبر/أيلول، تحدث شيخ محمود مع شبكة "غلوبال بوست" في مقابلة حول الأوضاع في بلاده.

وقال محمود (57 عاما) من مكتبه في فيلا في حي التلة المحصن حيث يتم معظم العمل الحكومي، "عندما بدأت.. كان كل شيء بالنسبة لي أولوية.. تماما مثل مكافحة الحرائق.. أزمة هنا، وأخرى هناك.. لذلك بدأت رئاستي مع الأزمات وقدرة محدودة جدا لمعالجتها".

وبحسب وصف أحد الدبلوماسيين الغربيين في المنطقة فإن الرئيس محمود حصل على "صفقة سيئة". فقد كانت الحكومة السابقة بقيادة شيخ شريف شيخ أحمد ضعيفة بسبب الاقتتال الداخلي، ومعروفة بفسادها وبعدها عن متابعة مصالح الصومال .

ومع ذلك، فإن التقدم المحرز في إطار رئاسة محمود "كان بطيئا بشق الأنفس"، وفقا لمعهد دراسات الأمن في جنوب أفريقيا. إذ وصف المحلل في المعهد مات بريدين حكومة محمود بأنها "واهنة ومحاصرة، وتعتمد على قوات الاتحاد الأفريقي لحماية قادتها والدفاع عن سيادتها".

لكن داعمي الرئيس محمود الخارجيين، وهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، رحبوا بانتخابه قبل عام، من أجل انهاء سنوات انتقالية طويلة وصعبة من الحرب إلى السلام، ووضع الصومال على مسار نحو الاستقرار والديمقراطية مع الانتخابات الوطنية المقررة في عام 2016.

ويصر الرئيس محمود على أن "الأمن هو الأولوية رقم واحد"، ولكن عنف المتشددين هو أسوأ مما كان عليه قبل عام في مقديشو .

غير أن وجود بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام هو مأزق للرئيس محمود، فجنود البعثة يعملون على ضمان بقاء الحكومة، ولكن وجود القوات الأجنبية - من أوغندا وبوروندي وكينيا وجيبوتي وسيراليون – أصبح ورقة في أيدي حركة الشباب التي تحشد الدعم الديني والقومي بتصوير الجنود على أنهم من "الغزاة المسيحيين" .

وقال الرئيس محمود "لفترات طويلة وجود بعثة الاتحاد الأفريقي يمكن أن يكون صيحة استنفار لحركة الشباب.. إن الحل لهذه الأزمة هو في إعادة بناء جيشنا الوطني".

وبناء جيش وطني من الأطفال والجنود السابقين ورجال العشائر وقدامى المحاربين كبار السن سيكون عملية طويلة وصعبة، ويلقي محمود اللوم على الحظر الدولي المفروض منذ عام 1992 على الأسلحة للصومال، والذي تم رفعه جزئيا في شهر مارس/آذار الماضي.

وأضاف الرئيس قائلا "منذ جئت، قمنا بتدريب حوالي أربعة آلاف جندي... كانوا يجلسون هنا مكتوفي الأيدي لأنه ليس لديهم بنادق أو ذخائر للقتال".

وتابع يقول "هناك الكثير من المشاكل تتطلب الجيش.. وهناك أخرى ينبغي حلها بالحوار السياسي.. لقد أمضينا 22 عاما من الحرب، والآن نحن في طريقنا للبدء من جديد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com