المنصب القاتل
المنصب القاتلالمنصب القاتل

المنصب القاتل

المنصب القاتل

حلمي النمنم

أصبح منصب وزير الداخلية في مصر، منصبا خطرا، من يتولاه مفقود والخارج منه مولود، ففي تاريخنا المعاصر تعرض معظم من شغل هذا المنصب للاغتيال، وكانت جهة الاغتيال واحدة، جماعة الإخوان أو إحدى الجماعات التي نشأت على هامشها.. في ديسمبر 1948 تم اغتيال محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر وكان يشغل كذلك منصب وزير الداخلية، وجرى اغتياله بسبب القرار الذي اتخذه كوزير للداخلية بحل جماعة الإخوان المسلمين، ومن قبله اغتالت نفس الجماعة حكمدار القاهرة سليم زكي..

وفي آتون الصدام بين نظام عبد الناصر وجماعة الإخوان صار وزير الداخلية وكبار معاونيه هدفا لهجوم الجماعة في بياناتها وكتابات أعضائها، وفي سنة 1965 كان وزير الداخلية أحد أهداف تنظيم سيد قطب للاغتيال، لكن التنظيم ضبط مبكرا، قبل أن يشرع في أي تحرك؛ وفي زمن السادات كانت العلاقات ودية بين النظام والجماعة، حيث استخدمهم النظام للتشهير بعبد الناصر والناصريين وكل اليسار المصري، واستخدموا هم النظام للعودة ثانية وبقوة إلى الساحة.

في زمن مبارك لم يختلف الأمر كثيرا بين النظام والجماعة، كل منهما استخدم الآخر لأهدافه، وتولت الاغتيالات التنظيمات المتشددة التي انبثقت من رحم الجماعة، وكان أن تعرض جميع وزراء الداخلية في عهد مبارك لمحاولات الاغتيال، بدءا من اللواء حسن أبو باشا ثم نبوي إسماعيل ومن بعده زكي بدر ثم محمد عبد الحليم موسى، وفي إحدى المرات انقذه القدر، حيث غير موسى طريقه المعتاد وسار فيه رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ليلقى حتفه، وبعدها جرت محاولة اغتيال حسن الألفي وأصيب في ذراعه، وجرت محاولات لاغتيال حبيب العادلي ونجا منها ليدخل السجن بعد  ثورة 25 يناير هو وكبار مساعديه.

وعادت الموجة من جديد لتطال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، صحيح أن جماعة الإخوان استنكرت العملية، لكن مظاهرة الجماعة بمدينة نصر، في اليوم التالي هللت للعملية، كان الهتاف "بالطول بالعرض هنجيب إبراهيم الأرض".

يتردد في مصر -الآن- أن المسافة لم تعد بعيدة بين مكتب أي وزير والسجن، أما في حالة وزير الداخلية فالمسافة باتت قريبة من محاولة الاغتيال، ليصبح الموقع الأشد خطورة على صاحبه في مصر، حيث يكون هدفا لانتقاد جماعات الحقوق المدنية وملاحظات الصحف والإعلام وفي المقابل طلقات المتشددين وسياراتهم المفخخة. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com