ماذا يجري وسبل مواجهته
ماذا يجري وسبل مواجهتهماذا يجري وسبل مواجهته

ماذا يجري وسبل مواجهته

ماذا يجري وسبل مواجهته

د.موفق محادين

ما يشهده العرب من المحيط الى الخليج ليس خطرا عاديا او عابرا او يمكن ترميمه اذا ما سمحنا له بالتمادي والتوسع كأمر واقع، ولا يقتصر على بلد دون اخر وعلى نظام سياسي او اجتماعي دون غيره، فكل البلدان العربية في مرمى هذا الخطر، وكذلك كل الانظمة من اليمين الى اليسار وسواء كانت شمولية ام منفتحة، قطرية او قومية، صديقة للغرب او للشرق وما بينهما .

أما ادوات الهدم والفوضى فمتنوعة من الاشكال والادوات الناعمة الى الخشنة والمسلحة ، ومن اوساط ليبرالية وبرتقالية وجماعات حقوق الانسان والبيئة ، وبعض الاوساط الاسلامية الى جماعات التكفير والقتل على الهوية ولكل منها منابره وفضائياته وصحفه وصناديقه ومحافله السرية والعلنية .

اما الهدف كما نكرر دائما فهو ليس استبدال نظام بنظام بل ضرب فكرة الدولة في كل مكان والعودة بنا الى ما قبل الدولة ... الى الطوائف والمذاهب والعشائر والعصبيات الذميمة، فمقابل الدولة الحالية ايا كانت طبيعتها ، ظالمة او مظلومة ، فاسدة او دولة من الملائكة ، ثمة ثالوث مرعب ينتظر الجميع في كل مكان:

1.المليشيات بدل الجيوش

2.الطائفية والمذهبية بدل الهوية الوطنية والقومية

3.المافيات المالية، بدل الاقتصادات الوطنية

وبتعبير المفكر المغربي محمد عابد الجابري نحن امام ثلاثية ( القبيلة والغنيمة والعقيدة).

وليس بلا معنى من اجل هدم الدولة لصالح المليشيات والمافيات والطائفية ان تبدا ( توترات الاسلام السياسي ) المزعومة بهدم الجيوش وشيطنتها لصالح المليشيات، وبهدم الهوية الوطنية وراياتها لصالح رايات الانتداب الاستعماري، وما ترمز له طائفيا وجهويا .

ذلك بالضبط ما يستدعي ردا موحدا وفي كل مكان وفق الاعتبارات التالية:

1.الذهاب الى تسويات داخلية تاريخية ردا على خطاب الانقسام والصراع المفتوح

2.اعتبار الجيوش خطا احمرا محرما لايجوز الاعتداء عليه باي شكل من الاشكال ، فهي صمام الامان المركزي لوحدة الدولة والمجتمع، ومن اجل ذلك لا بد من تفعيل خدمة العلم لتوسيع هذه الجيوش وتعزيز التلاحم مع اوسع الفئات الشعبية

3.اعتبار الهويات الوطنية والقومية خطا احمر اخر مقابل كل حديث طائفي او مذهبي او جهوي

4.فصل الدولة عن كل دور سياسي للدين

5.اعتبار الامن الوطني للدولة ( وليس لاي نظام ) اولوية حاسمة في هذه الظروف بالذات وبما يؤمن الشروط الموضوعية لاية تحولات ديموقراطية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com