الكتاب المصريون يتحمسون لفكرة ورش الكتابة الإبداعية
ظاهرة محترفات وورشات الكتابة ليست بالجديدة، إذ كنا نسمع بين الحين والآخر عن ورشات ومحترفات ومحاضرات تعنى بالكتابة، لكن ليس بعالمنا العربي.
كثير من المهتمين يعرفون بتلك الورشات التي عملها الكاتب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، وعن محاضرات "صنعة الشعر" لخورخي بورخيس، والكتاب المهم لكولن ولسن عن الكتابة الأبداعية، وعن تأريخ تجارب كبار الكتاب في كتابه المهم " فن الرواية "، ويجب أن لا ننسى الكاتب التشيكي ميلان كونديرا والذي تفرد بكتاب مهم عن الكتابة الروائية أيضأ بعنوان " فن الرواية " .
شبكة "إرم" رصدت وجهات نظرعدد من الكتاب المصريين في موضوع محترفات الكتابة، إذ صرح محمد عبد النبي: "إن تجربة الورش الأدبية عموما تحقق نجاحا لا بأس به في مصر والعالم العربي، إلى درجة دفعت إدارة جائزة البوكر لتنظيم ورشة أدبية سنوية على هامش الجائزة يتعهد فيها اثنان من مبدعي البوكر، مجموعة من الشباب بالرعاية والتوجيه لفترة حتى إنتاج نص لهم خلال الورشة".
ويؤكد عبد النبي أن دور الورشة "ليس إنتاج كتّاب ناجحين، فهذه مسألة تعتمد بالأساس على مقدار موهبة الكاتب ومدى دأبه وصبره ومثابرته، وكذلك وعيه بالكتابة وبكل شيء حوله .. وهو أمر لا يمكن لأي ورشة في الدنيا أن تصنعه وتبثه في كاتب".
أما الكاتب والروائي أحمد مجدي همام فقال: "لا تُعنى ورش الكتابة بتعليم أحدهم مبادئ الكتابة الإبداعية، وإنما ينتقي القائمون على الورشة، من يمتلكون بالفعل أساسيات الكتابة وسبق لهم خوض تجارب أوّلية مبشرة وواعدة في مضمار الكتابة، سواء كانت تلك التجارب منشورة أو غير منشورة".
ويرى أن الذي يحدث لاحقا "أن أفكار المنتسب للورشة يتم تشذيبها ومنحها السمة الاحترافية عن طريق العصف الذهني وعن طريق عين محايدة غير منحازة ، هي عين المشرف على الورشة، وكذلك عيون الزملاء المشاركين، فهؤلاء يساهمون في تحجيم (الأنا) الخاصة بالكاتب، والتي عادة ما تطل بقوة في نصوص الكاتب المبتدئ".
وأشار همام، إلى أن ورش الكتابة "تمنح المشترك فيها مفهوماً جديداً للكتابة الإبداعية، وهو أن الكتابة ليست ضربا من ضروب الوحي والإلهام، إنما المسألة في ثوبها العصري تأخذ شكلاً يشبه الوظيفة ذات الدوام الكامل".
