لماذا حرقوا مكتبة هيكل
لماذا حرقوا مكتبة هيكللماذا حرقوا مكتبة هيكل

لماذا حرقوا مكتبة هيكل

لماذا حرقوا مكتبة هيكل

د.موفق محادين

بالإضافة للأسى العام الذي أصاب أوساطاً عربية ودولية بعد إقدام (جماعات إخوانية) على حرق مكتبة الإعلامي الكبير محمد حسنين هيكل، يمكنني أن اظهر حزني أيضاً بالنظر الى أنني اخترت هذا الاعلامي ليكون موضوعا لرسالة دكتوراة، ناقشتها في معهد البحوث والدراسات العربية بإشراف الدكتورة اميمة عبود.

أيضا  و بالإضافة (للحقد) التاريخي الذي يكنه (الاخوان المسلمون) للاعلامي المذكور، مذ كان وظل الى جانب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثمة(حقد) اخواني جديد على هيكل، وجد تعبيره في السنة النيران التي طالما اندلعت في مكتبات وشواهد عربية على مر ايام الغزاة وأزمانهم، من مكتبة الاسكندرية الى مكتبة بغداد الى محاولات حرق دار الاوبرا في القاهرة والتراث الاندلسي في تمبكتو.

أما الحقد الاخواني الجديد، فهو شديد الصلة بما تشهده مصر مع تبادل الادوار بين الجيش وقطاعات شعبية واسعة ضد تجربة الاخوان القصيرة، وغير المباشرة في السلطة والتي انتهت كأقصر موجة سياسية رسمية في التاريخ العربي المعاصر.

فمنذ اليوم الاول لمصر ما بعد تنحي مبارك، وفيما كان كثيرون يتحدثون عن صناديق الاقتراع وتدشين (ديموقراطية عجولة) كان لهيكل مقارباته المختلفة و ادراكه العميق بأن الصناديق في لحظات (الهيجان الثوري) تخدم أكثر القوى تنظيما، فكيف إذا كان هذا التنظيم مدعوما بصناديق الغاز ورائحة صفقة مع الامريكان والاتراك .

هكذا لاحظ هيكل ان اية انتخابات (خضراء) مفتوحة على فاشية دينية، وان أفضل سيناريو ممكن لانقاذ مصر واستقرارها واستعادة دورها الاقليمي، هو تشكيل مجلس رئاسي من كل القوى  الوطنية والديموقراطية بالإضافة للمؤسسة العسكرية، ويبدو ان القوى الفاعلة (غير الدينية) في المشهد المصري، وعلى اختلاف مرجعياتها وتحالفاتها وعلاقاتها المحلية والدولية، أدركت متأخرة أهمية ما حذر منه هيكل وما دعا اليه أيضا، وقد تكون المؤسسة العسكرية سباقة في  هذا الادراك، مما يفسر او يوضح ما يقال عن علاقات خاصة بين هيكل والمؤسسة كما يوضح ويفسر سر الحقد الاخواني عليه والنيران التي اشعلوها في مكتبته، بما هي ايضا ذاكرة وارشيف وعالم من اسرار ووثائق لا تسر الاخوان بالتأكيد وما كانوا عليه من قنوات مع(اهل الكتاب) الرأسماليين ضد اليسار العالمي والقوميين العرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com