اشتر زمنا في القدس
اشتر زمنا في القدساشتر زمنا في القدس

اشتر زمنا في القدس

اشتر زمنا في القدس

حافظ البرغوثي

كلما زارت شخصية عربية سياسية او فنية او ثقافية او رياضية الاراضي الفلسطينية المحتلة اتهمهم البعض بالتطبيع مع العدو.. حدث هذا مع الكثيرين ممن استضافتهم جهات فلسطينية في مهرجانات فنية ثقافية او رياضية او استثمارية.

 آخر المهرجانات هو مهرجان برك سليمان في بيت لحم حيث شارك فنانون عرب من الاردن حسين السلمان ومن سوريا اصالة نصري وكذلك في حفلات برام الله شارك فيها نجم العرب ايدول المصري احمد جمال.

ولعل زيارة الاراضي الفلسطينية فنيا او دينيا هي التي تثير ضجة بينما يقوم مستثمرون وسياسيون ورجال اعمال عرب بزيارات علنية لكنها لا تثير ضجة. وآخر ضجة ظهرت ضد زيارة الفنانة اصالة نصري للاراضي الفلسطينية حيث احيت حفلات حاشدة في بيت لحم برفقة زوجها طارق العريان. وبعدها رفع محامون سوريون من انصار النظام دعوى ضدها بتهمة التطبيع مع العدو بينما السبب الرئيس هو معارضتها للنظام في توافق غير متوقع بين يوسف القرضاوي والنظام السوري ذلك ان الشيخ المصري المقيم في قطر شن حملة شعواء قبل فترة ضد زيارة القدس المحتلة, واعتبرها من الكبائر وحبذ زيارة غزة بدلا منها وقام هو شخصيا بزيارة غزة واستعانت حركة حماس بفتواه لمنع المسلمين والعرب من شد الرحال الى المسجد الاقصى بل شدهاالى غزة حيث تتحكم حركة حماس في البلاد ورقاب العباد.

وكان اول من طرح زيارة القدس المحتلة للتواصل مع اهلها وانعاش المدينة المحاصرة بالاستيطان والاحتلال واليهود المتطرفين هو الراحل فيصل الحسيني الذي رفع شعار «اشتر زمنا في القدس» ومات فجأة في الكويت اثناء زيارة له لحشد الدعم للمدينة حيث كانت الكويت تاريخيا اكثر دولة عربية سخاء في دعم القدس ومؤسساتها ومستشفياتها. ومن بعد الحسيني لم تظهر اية شخصية فاعلة تعنى بالقدس وحشد الدعم المادي والمعنوي لها طبقا للحديث الشريف اسرجوا زيتا في قناديلها في وقت عز فيه اسراج الخيول لتحريرها.

كان من عادة الحسيني القول ان زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان وهو ما يبيح زيارة الاراضي الفلسطينية وخاصة القدس لرفع معنويات اهلها الذين يقاومون الاحتلال وحدهم ويتعرضون لابشع حملة تطهير عرقية لطردهم من مدينتهم حيث تزداد وتيرة الاستيطان حتى باتت تطرق ابواب المسجد الاقصى من الداخل بعد ان افتى حاخامات يهود بجواز الصلاة في ساحة الاقصى بعد ان كانت محرمة دينيا  الا بعد ظهور المسيح المنظر ملك اسرائيل كما تقول الاساطير اليهودية. ويشعر المقدسيون بالاطمئنان عندما تصل مجموعات من المصلين المسلمين من اندونيسيا والهند وغيرهما لزيارة المسجد الاقصى، وهؤلاء يأتون على عاتقهم بتأشيرات دخول اسرائيلية لكن في حالة الزوار العرب فإن الجهات الفلسطينية الداعية للمهرجانات والمنتديات الرياضية والاعلامية والثقافية هي التي تتولى اصدار اذونات الدخول من السلطات الاسرائيلية ولا يتم ختم جوازات سفر الزوار بل يكون الختم الاحتلالي على ورقة منفصلة، فالزيارة ليست تطبيعا مع السجان بل دعما للسجين. وكل ما يشاع عن التطبيع كلمة حق اريد بها باطل لاسباب سياسية.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com