مجلس الأمن يفشل بإصدار قرار حول سوريا
مجلس الأمن يفشل بإصدار قرار حول سوريامجلس الأمن يفشل بإصدار قرار حول سوريا

مجلس الأمن يفشل بإصدار قرار حول سوريا

مجلس الأمن يفشل بإصدار قرار حول سوريا

نيويورك رجحت الولايات المتحدة، ألا تؤدي المشاورات الجارية حالياً في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار بريطاني يبرر توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، إلى نتيجة.

وقالت ماري هارف، متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية: "لا نرى أي مخرج ممكن للتصويت (على هذا القرار)، نظراً لمعارضة الروس المستمرة".

وقالت الخارجية الأميركية إنه ينبغي عدم السماح للحكومة السورية بأن تتمتع بالحماية نتيجة معارضة روسيا للقيام بتحرك في مجلس الأمن الدولي بخصوص سوريا.

وأجرى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، محادثات الأربعاء في مقر الأمم المتحدة لمناقشة مسودة قرار تقدمت به بريطانيا إلى مجلس الأمن يمكن أن يسمح بشن عمل عسكري ضد سوريا.

وانتهت المحادثات من دون مؤشر إلى أن المجلس المؤلف من 15 عضواً يمكن أن يصوت في وقت قريب على قرار يدين استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وغادر سفيرا روسيا والصين، اللتين تعارضان بشدة شن عمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد، المفاوضات المغلقة بعد نحو 75 دقيقة من بدئها.

وواصل سفراء واشنطن ولندن وباريس محادثاتهم، إلا أنهم غادروا القاعة من دون الإدلاء بأي تصريحات. وتردد أن الدول الثلاث تدرس احتمال شن عمل عسكري رداً على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

 وقال أحد الدبلوماسيين إن "بريطانيا قدمت نصاً، وكرر الروس التصريحات نفسها التي أدلى بها وزير خارجيتهم".

وأضاف أن "الروس والصينيين قالوا إنهم سيحيلون النص على حكوماتهم، ولم تنته المحادثات، ولكن لم يتم الاتفاق على اجتماع جديد بعد".

والدول الخمس التي شاركت في الاجتماع تملك عضوية دائمة في مجلس الأمن وتستطيع الاعتراض على أي قرار يطرح فيه.

وترغب الحكومة البريطانية في أن يتخذ المجلس قراراً يسمح باتخاذ "جميع الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين، وهو قانون الأمم المتحدة للقيام بعمل عسكري، إلا أن روسيا والصين اعترضتا على ثلاثة مشاريع قرارات منذ بداية النزاع السوري في مارس/آذار 2011 لزيادة الضغط على الأسد وفرض عقوبات عليه.

وتعارض روسيا بشدة ما ترى أنها تحركات غربية للإطاحة بالأسد. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن التوترات المتصاعدة تقوض أي أمل باقٍ لإنهاء الحرب في سوريا عن طريق المفاوضات.

وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس خيارات عسكرية تشمل توجيه ضربات ضد سوريا على مدى أيام.

لكن المسؤول قال إن الولايات المتحدة لا تعتزم التحرك منفردة إذا اختارت المضي قدما في التحرك العسكري. وأضاف "نتحدث مع عدد من الحلفاء فيما يتعلق بالمشاركة".

 وقال مسؤول آخر في الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة لا تزال تحدد أهدافها لكن يجري بحث شن ضربات تستهدف ردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل وتقليص قدرته على عمل ذلك.

 وكان السناتور الجمهوري جون ماكين، وهو من أشد منتقدي سياسة أوباما تجاه سوريا رفض أن تكون الضربات "محدودة".

الناتو يتوعد النظام السوري

وعلى صعيد آخر، قال أندرس فو راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إن معلومات من عدد من المصادر تشير إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية في سوريا.

وأضاف متحدثاً بعد اجتماع لسفراء الحلف في بروكسل أن أي استخدام لمثل هذه الأسلحة "غير مقبول ويجب الرد عليه"، غير أنه لم يقترح أي ردّ.

وتابع في بيان: "هذا خرق واضح للمعايير والممارسات الدولية القائمة منذ فترة طويلة.. المسؤولون يجب أن يحاسبوا".

من جانبه اعتبر مجلس الأمن أن استخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبول.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن فريق المحققين الدوليين بحاجة إلى 4 أيام داخل سوريا لإجراء تحقيقاتهم ثم لتحليل العينات التي حصلوا عليها.

وأضاف بان أن الشعب السوري يستحق حلاً سلمياً للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 3 سنوات، وأن العالم يجب أن يجتمع لإيجاد حل.

من جهة أخرى، قال المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، إن القانون الدولي واضح، ويتطلب موافقة مجلس الأمن تجاه أي تحرك عسكري ضد سوريا.

وأدان الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف استخدام "مادة" أدت إلى مقتل المئات في ريف دمشق.

وتتواصل في هذه الأثناء مهمة المفتشين الدوليين للتحقق من استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق في 21 أغسطس، حيث وصل فريق المحققين إلى منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة خارج دمشق وفقا لما أكد ناشطون.

وفي سياق متصل، حذر مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، دول مجلس الأمن من تداعيات ضرب سوريا، مؤكداً أن أي هجوم على سوريا سيقوض مهمة المحققين، مضيفاً: "إننا في حالة حرب، ولذلك نتخذ الإجراءات الاحترازية".

وقال إن مجلس الأمن هو فقط من يتخذ القرار بشأن الضربة العسكرية، مشيراً إلى أن الهجوم العسكري على سوريا يخالف القانون الدولي.

وقال الجعفري إنه طلب من بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، أن يحقق مفتشو الأسلحة الكيماوية فوراً في ثلاث هجمات جديدة من جانب قوات المعارضة على الجيش السوري.

وأضاف أنه لا يوجد أي إجماع في مجلس الأمن بشأن سوريا، كما اتهم ثلاث دول أعضاء في مجلس الأمن بتسليح المعارضة في سوريا.

وقال الجعفري إن الحكومة السورية ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، مؤكداً أن استخدام الكيماوي "ضرب من الجنون".

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب لحماية البلاد من أي تهديدات من جانب سوريا في الوقت الذي تبحث فيه القوى الغربية احتمال القيام بعمل عسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال داود أوغلو "نحن الآن في حالة تأهب قصوى ... تركيا ستتخذ ما يلزم من اجراءات في إطار مصالحها الاستراتيجية". وأضاف إن كل الخيارات ما زالت مفتوحة فيما يتعلق باحتمالات القيام بعمل دولي.

روسيا لن تتدخل في حال ضربت سوريا

في المقابل، أكد مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أن هيئة الأركان تتابع وتحلل باستمرار تطور الأوضاع العسكرية حول سوريا.

وأشار المصدر إلى أن القوات المسلحة الروسية ليست مكلفة بالحيلولة دون وقوع نزاع مسلح أو التدخل في الأحداث حول سوريا.

وقال المصدر لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء: "منذ بداية تصعيد النزاع تتابع هيئة الأركان الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط وتقوم بتقييمه".

وأضاف المصدر، وفقاً لموقع "روسيا اليوم"، أن "هذا الوضع يتطلب متابعة دقيقة لتطور الأحداث ومراقبة تحركات القوى المتنازعة في المنطقة. ولهذا الغرض نستخدم منظومة الرصد من الأقمار الصناعية، وتشارك في المراقبة سفننا من مجموعة السفن الحربية في البحر الابيض المتوسط، ونستند أيضاً إلى مصادر أخرى للمعلومات".

وأضاف أن هيئة الأركان تتابع الأوضاع من أجل الحصول على أكبر حجم ممكن من المعلومات التي ستستخدم في خدمة مصالح الأمن القومي الروسي.

وقال المصدر: "هذا وضع طبيعي بالنسبة إلينا. وإن الأزمان التي كنا نحارب فيها في سبيل أحد، قد مضت. ونحن ننوي الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات لخدمة مصالح الأمن القومي الروسي، وتحليل تكتيكات المشاركين في النزاع المحتمل بدقة، واستخلاص النتائج للمستقبل".

وفي سياق متصل، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله إن التدخل الأمريكي في سوريا سيكون "كارثة على المنطقة" وذلك بينما تستعد القوى الغربية لشن هجوم عسكري على دمشق بعد مزاعم بشن هجوم بأسلحة كيماوية.

ونقلت الوكالة عنه قوله "تدخل قوى أجنبية ومن خارج الإقليم في دولة لن يؤدي إلا إلى إشعال حريق وسيزيد كراهية الشعوب هنا لهم".

وأضاف "هذا الإشعال للحريق يشبه شرارة في مخزن للبارود أبعاده ونتائجه غير معروفة".

وقال خامنئي "من المؤكد أن أي تدخل أو دق طبول الحرب سيضر أولئك الذين أشعلوا هذه النيران". وتابع "إذا أقدم الأمريكيون على هذا العمل فمن المؤكد أن ضرراً سيلحق بهم مثل ما حدث مع تدخلهم في العراق أو أفغانستان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com