"الخروق الآمن" للإخوان
"الخروق الآمن" للإخوان"الخروق الآمن" للإخوان

"الخروق الآمن" للإخوان

"الخروق الآمن" للإخوان

محمد حبوشة

لا أحد في مصر الآن يملك ذرة من عقل، خاصة من خرجوا يومي "30 يونيو و26 يوليو" الماضيين يمكنه استيعاب ما يسمي بالخروج الآمن لقيادات الإخوان، حاليا، خصوصا بعدما تلوثت أيديهم بدماء أنصارهم قبل معارضيهم، ولذا اعتبرت الغالبية الكاسحة أن كل المحاولات الخارجية والمبادرات الداخلية هى بمثابة نوع من "الخروق الآمن للإخوان" في لحظة فاصلة عمر ثورة ووطن.

تدرك الغالبية العظمى من الجماهير المصرية، والتى يطلق عليها مجاز "الكتلة الحرجة" أن ما صدر من تصريحات عنيفة وبيانات تحريضية ضد الجيش والشرطة تارة، والشعب المصرى بكامله تارة أخرى عبر الهواء مباشرة من ميداني "رابعة والنهضة"، هى أفعال وممارسات خسيسة لايمكن نسيانها أو تجاوزها، لأنها تسعي في النهاية لإحداث انقسام داخل البيت المصري وتفتيت لم الشمل الذى انضوى تحت راية وطنية لاتفرق بين أبنائه في ساحات وميادين الغضب.

ولعل قصص وحكايات التعذيب التى أوردتها عدة فضائيات مصرية خلال الأيام القليلة الماضية قد أشعلت الغضب، وأشعرت الملايين بمرارة اللحظات الصعبة التى عاشوها في أيام رمضان، وحلول عيد الفطر المبارك على أسر فقدت فلذات أكبادها دون ذنب أو جريرة، سواء كانوا أنصارا أو معارضين، فالدم المصرى واحد، وكلانا في الوجع سواء.

لقد كانت تلك القصص التى ورت على لسان من عايشوا لحظات التعذيب، ويضاف لها استغاثات قرى ومدن في صعيد مصر برأس الدولة لحماية الأقباط من براثن التهديد والمحاصرة وتضيق سبل العيش، كانت كفيلة بأن تكون جرس إنذار حقيقي لخطورة قيادات التنظيم الإخواني في الداخل والخارج على المجتمع المصري برمته، وأنه لايصح على الإطلاق أن ينصت عاقل واحد لإناس غابت ضمائر الوطنية في غيبة العقل جراء سعى حثيث لاستعادة سلطة أصبحت دربا من دروب الخيال.

الثابت حقا على أرض الواقع المصري المر أن الإخوان قد خروجوا من دائرة اللعبة السياسية تماما، وأن محاولاتهم الاتصال بجهات دولية أو اعتمادا على مبادرات محلية ليس سوى نوع من " الخروق " لحائط الصد الشعبى، وليس " الخروج الآمن "جراء العنت في المطالب، ووضع شروط مستحيلة تصعب معها كل وسائل الإقناع يوما تلو الآخر.

فلايمكن أبدا القبول بعودة عجلة الحياة إلى الوراء، كما أكد مرارا وتكرار " الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، لأن الإرادة هنا نابعة من ملايين المصريين الذين فوضوا قائد جيشهم، قبل أيام بالتصدي لإرهاب الجماعات المتطرفة، بسبب ما حدث ويحدث يوميا من أعمال عنف وقتل وتعذيب في الشارع.

ناهيك عن شبح الإرهاب الأعمى في سيناء، والذي تثبت الوقائع يوميا أن هناك صلات وثيقة بين العناصر المسلحة في أحراش سيناء، والرأس المدبرة في "رابعة والنهضة"،مع وجود مشعود للراعي الرسمي "تنظيم القاعدة" الذي تم ضبط قيايدين تابعين له يحملان قائمة باغتيال 83 من سياسين وإعلامين قبل ساعات، وعلى رأسهم الفريق أول السيسي، ورئيس الجمهورية منصور عدلي، ونائبه للشئون الخارجية الدكتور محمد البرادعي.

ويبقى القول بأن الملايين التى خرجت يومي " يومي 30 يونيو، و26 يوليو" لاترى أية فرصة سانحة لحوار جدي يسعى لمواءمة سياسية إلا في إطار القانون والمحاسبة، بعد أن اتضح للجميع أنهم "يحملون الشر لمصر"، ويرسخون للقطيعة بين أبنائه، حتى من أصحاب الدين الواحد " سنة وشيعة"، وليس كما كانوا يلوحون دائما في شعارتهم الانتخابية "نحمل الخير لمصر"، وبالتالي أصبح لدى المصريين يقين راسخ بأن أية مصالحة لن تؤتي أكلها، فى الالتفاف حول ما أسموه "الخروق الآمن للإخوان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com