المسلسلات التركية.. تجارة رائجة أم غزو فكري؟
المسلسلات التركية.. تجارة رائجة أم غزو فكري؟المسلسلات التركية.. تجارة رائجة أم غزو فكري؟

المسلسلات التركية.. تجارة رائجة أم غزو فكري؟

إرم – (خاص) من مهند الحميدي

في الوقت الذي يصف فيه البعض موجة المسلسلات التركية المدبلجة للعربية بأنها لا تعدو كونها مسألة تجارية بحتة يعلن مهتمون بالساحة الثقافية العربية استياءهم مما أسموه غزواً فكرياً ممنهجاً.

وتنقل بعض الشاشات العربية - في السنوات الأخيرة- كمّاً لا يُستهان به من المسلسلات التركية المدبلجة، التي تستأثر بنسب متابعة عالية، لتلعب دوراً محورياً في تلميع صورة تركيا عربياً.

وتتميز الدراما التركية بالاهتمام بالشكل؛ من أماكن التصوير الجذابة، إلى اختيار الممثلين، وتطرح قضايا تمس عاطفة المتلقي كالمواضيع الرومانسية، ويبدو أن لهجة الدوبلاج المحكية السورية لعبت دوراً في تقبل المشاهد العربي لها، وهي اللهجة ذاتها التي تم تقديم الدراما السورية الناجحة من خلالها.

ولا تُغفل الدراما التركية الترويج للمناطق السياحية، التي نشطت بعد عرض هذه المسلسلات وباتت قبلة للسياح العرب.

ويبدو أن تأثير المسلسلات التركية المتزايد في الشارع العربي وإعجاب الكثيرين بنمط الحياة التركي، بات مزعجاً لبعض المثقفين العرب، ما جعلهم يتهمون تركيا بأنها تسعى لتوسيع نفوذها الفكري في المنطقة العربية، في ظل التوجه العام لتركيا إلى الدول العربية سياسياً واقتصادياً، الذي ترجم من خلال اتفاقيات تجارية واستثمارات كبيرة مع دول عربية.

ويَعتبر بعض المهتمين بالفن إن نشر أي بلد لمشروعه الثقافي أمر مشروع، إلا أن آخرين يرون أن انتشار المسلسلات التركية في العالم العربي ناتج عن تخصيص ميزانيات هائلة للترويج لها، واستغلال الأتراك للاتفاقيات السياسية والاقتصادية مع هذه الدول للترويج للنهج التركي، بقيادة حزب العدالة والتنمية، لخلق جيل عربي ناشئ يتبنى الإيديولوجيات التركية.

ويرى عدد من المنتجين أنّ ازدهار الدراما التركية أمر طبيعي ومتوقّع، نظراً للحالة الإنتاجية المتردية لسوق الدراما في كل من سوريا ومصر، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها البلدان.

ويقول المواطن السوري عامر محمد لـ "إرم نيوز" إن "معظم الجمهور المتلقي للمسلسلات التركية بعيد عن السياسة، ولا يستطيع التفريق بين الصورة المنمقة التي تحاول المسلسلات التركية إظهارها، وبين الواقع التركي بشكل عام".

ويتخوّف عاملون في صناعة الدراما العربية من انعكاسات انتشار المسلسلات التركية على الدراما العربية، مطالبين بفرض سياسات تنظم آلية العرض على الشاشات العربية، وتخلق نوعاً من التوازن بين المنتوجات المحلية والتركية.

وأكدت صحيفة محلية تركية أن عدد الدول المستوردة للمسلسلات التركية العام 2008 بلغ 22 دولة، منذ أن بدأت تركيا تصدير مسلسلاتها في العام 2006 مشيرة إلى أن هذه المسلسلات تحطم أرقاماً قياسية في نسبة المشاهدة في العالم العربي.

وبلغت حصيلة بيع المسلسلات التركية 3 ملايين دولار سنوياً، ويتم عرضها في مصر والإمارات وسوريا والعراق والأردن ولبنان، بالإضافة إلى اليونان وإيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com