"بطن الحامل" يجلب الثراء السريع في إسبانيا
"بطن الحامل" يجلب الثراء السريع في إسبانيا"بطن الحامل" يجلب الثراء السريع في إسبانيا

"بطن الحامل" يجلب الثراء السريع في إسبانيا

مدريد (خاص) – من غادة خليل



اليانصيب هنا ليس نزوة عابرة أو ضربة حظ كما نظن نحن العرب، بل هو حلم مشروع تخطط له الأسرة طوال العام وتدعمه الحكومة بتشريعات قانونية واقتصادية قوية وتلعب فيه طقوس السحر وممارسات الشعوذة دورا حاسما.


والمدهش في هذا الأمر أن تجد رجلا يحظى بمستوى ثقافي رفيع، وامرأة على قدر عال من التعليم، لكنهما أمام حلم الثراء السريع على استعداد أن يتحولا إلى إنسان بدائي يلغي عقله. فالأحد التف 23 مليون إسباني حول شاشات التليفزيون ليترقبوا الأرقام الرابحة التي حملت عددا كبيرا من سعداء الحظ الى جنة الثراء الموعودة عبر هذه اللعبة التي أصبحت الأكثر شعبية في أسبابنا والأضخم عالميا.

يبدو أن الركود الاقتصادي الذي جعل إسبانيا واحدة من أكثر الدول المثقلة بالديون في أوروبا كان سببا رئيسيا في ارتفاع معدل شراء بطاقات اليانصيب الوطني هذا العام.

ومن الطريف أن الحكومة الإسبانية - التي تحصل على نسبة كبيرة من إجمالي مبيعات اليانصيب - قررت أن يدفع الفائزون بالبطاقات الرابحة التي تزيد قيمتها على 2500 يورو نسبة 20% للدولة بحجة البحث عن موارد جديدة للأزمة الاقتصادية، لكن هل أدى ذلك إلى تراجع الإقبال من المواطنين على شراء تلك البطاقات؟

المدهش أن العكس هو ما حدث تماما، حيث أن الإحصائيات الأولية أشارت إلى أن 60% ممّكن تقل أعمارهم عن 30 عاما شاركوا بالفعل، وكذلك 80% ممن تتراوح أعمارهم بين 30 الى 44 عاما، بينما شارك 8.67% من أصحاب ال 44 الى 64 عاما و 5.76% ممن هم فوق الـ 64 عاما.

وحسبما ورد في دراسة أعدها مركز "سيجما دور" فإن أكثر من 72% من الرجال و 78% من النساء اشتروا بطاقات يانصيب عيد الميلاد هذا العام وهو ما يعني أن 3 من بين كل 4 أشخاص تقريبا حلموا بالفوز بالجائزة الكبرى التي وصلت هذا العام إلى ما يقارب الـ 4 ملايين يورو.

ويعود تاريخ هذا اليانصيب إلى عام 1763 والذي أصبح في يومنا هذا كيانا تجاريا تابعا لوزارة المالية الإسبانية التي بدورها تشرف على عملية التقييم والمراقبة. وعقدت مراسم السحب هذا العام في المسرح الملكي الإسباني على أيدي مجموعة من الأطفال المنتمين إلى مدرسة الدفونسو للأيتام.



ومن المفارقة أن الإسبان عادوا الى ممارسة طقوس السحر والشعوذة، اعتقادا منهم أنها تجلب لهم الحظ في هذه المناسبة، فعلى سبيل المثال جرت العادة في بعض المدن على دفع سعر التذكرة باليد اليمنى أو تمرير بطاقة اليانصيب على بطن امرأة حامل، بينما في مناطق أخرى يميل الإسبان إلى وضع التذكرة بالقرب من عذراء أو من رمز ديني مقدس لديهم في المنزل.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com