سفير فرنسا في لبنان يعزف ويغني لأطفال سوريا
سفير فرنسا في لبنان يعزف ويغني لأطفال سورياسفير فرنسا في لبنان يعزف ويغني لأطفال سوريا

سفير فرنسا في لبنان يعزف ويغني لأطفال سوريا

عازفا على غيتاره الكهربائي راح باتريس باولي يصدح بصوته الجميل على مسرح "المركز الثقافي الفرنسي" في المتحف بأغنيات فرنسية وإنكليزية حزينة. فقد اختار السفير الفرنسي الشغوف بالموسيقى أن يقدّم هوايته أمام جمهور فرنسي وسوري مختار في حفل ذهب ريعه الى أطفال سوريا.

بان الأمر غريبا للجمهور الموجود، فهو اعتاد أن يرتدي الدبلوماسيون القفازات ويتصرفون تبعا لبروتوكول قاس يترك مسافة برودة بينهم وبين الآخرين.

لكنّ السفير باولي الذي شغل قبل مجيئه الى لبنان منصب مدير قسم "الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" في وزارة الخارجية الفرنسية وعاش في ليبيا في أعوام طفولته الأولى ثم انتقل مع والده الدبلوماسي أيضا الى الكويت حيث خدم هو أيضا كسفير لبلاده، تسري في عروقه الطباع العربية حيث العفوية وحبّ التعاطف مع الآخرين يكسر الحواجز كلّها.

إنتعل باولي حذاء رياضيا وارتدى بنطلون "الجينز" وقميصا منقوشا بالمربعات ووضع على عنقه منديلا أخضر وحمل غيتاره ليكون طليعة الفرقة الموسيقة التي عزفت أنغاما فرنسية حزينة لمطربين كبار بمرافقة مميزة للمغنية اللبنانية الشابة ناتالي صافي.

وبعد أداء استمرّ قرابة الساعة ترك باولي وفرقته المسرح لفرقة من الشبان السوريين قدّموا عرضا موسيقيا وغنائيا سوريا عصريا بعنوان "طنجرة ضغط".

ريع هذه الحفلة الموسيقية عاد الى جمعيات خيرية تعنى بالأطفال السوريين الذين كانت لوحاتهم تعرض في صالات عرض "المركز الثقافي الفرنسي" وهي تمثل آمالهم بمنزل آمن وشجرة وحديقة وعائلة مجتمعة. واختار المنظمون هذه السنة طباعة روزنامات السنة القادمة مكونة من رسومات للأطفال السوريين فضلا عن تمنياتهم في كلّ شهر ومنها على سبيل المثال لا الحصر تمنّ للطفل السوري محمد أبو زرد يقول فيه:" بتمنى إرجع لسوريا لأني اشتقت لمدرستي وساحتها الكبيرة وصفوفها الكثيرة وآنساتي الحلوين".

وعبارة أخرى لحسين تراني (15 عاما) يقول فيها:" كنت نازح وشوقي لسوريا واضح". وتمنّ مرّ للطفلة تيماء الظاظا (9 أعوام) تقول فيه:" بدي إرجع عسوريا لأني اشتقت لبيت جدّي، بس بيت جدّي اتدمر وبيتنا كمان".

الى جانب هذه الروزنامات التي يراوح سعر الواحدة منها بين الـ10 والـ15 دولار، إختارت إحدى الجمعيات التي تعنى بالأطفال السوريين بيع بطاقات معايدة ملونة بريشة أطفال سوريين سعر البطاقة (5 دولار).

مبادرات دبلوماسية غير مألوفة لأزمة إنسانية كبرى تمتدّ منذ 3 أعوام وتحتاج بالتالي الى مبادرات سياسية إستثنائية، فهل يفيد العزف والغناء في التخفيف من آلام فراق البلد الأم والأحبّة؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com