الهروب الرقمي.. ومعضلة "القائد الأعلى" مع الإنترنت
الهروب الرقمي.. ومعضلة "القائد الأعلى" مع الإنترنتالهروب الرقمي.. ومعضلة "القائد الأعلى" مع الإنترنت

الهروب الرقمي.. ومعضلة "القائد الأعلى" مع الإنترنت

بيونغ يانغ - تقوم شبكة من الكوريين الشماليين يديرها الصحافي الياباني جيرو اشيمارو بتصوير أفلام داخل البلاد وتهريبها إلى الخارج عبر الحدود مع الصين.

وهذه الأفلام تعطي نظرة فريدة حول ما يجري داخل البلد الأكثر عزلة على الأرض، وتكشف عن واقع الحياة اليومية في كوريا الشمالية وتظهر أولى البوادر لتصدعات في سيطرة النظام.

ويقول اشيمارو "في كوريا الشمالية، حتى تصوير الحياة اليومية العادية يعتبر شكلاً من أشكال الخيانة السياسية ومن يتم القبض عليهم يذهبون إلى السجون وربما لن يعودوا مرة أخرى".

من جانب آخر، قد تؤدي مزحة تمس "القائد الأعلى" إلى حكم مؤبد في معسكر اعتقال سياسي.

وتظهر صور الأقمار الصناعية أنّه منذ جاء كيم جونغ أون إلى السلطة قبل عامين ازداد عدد معسكرات الاعتقال السياسي. واليوم يقدر أنّ واحداً تقريباً من كل مئة من الكوريين الشماليين هو سجين سياسي.

ويقول أحد السجناء السياسيين السابقين لصحيفة إندبندنت أنه أمضى ثلاث سنوات في أعتى معسكرات الاعتقال في كوريا الشمالية وتعرّض للضرب والتعذيب والتجويع.

وأضاف "قبل اعتقالي كان وزني 75 كيلوغراماً.. وبعد عشرة شهور في المعتقل وصل وزني إلى 36 كيلوغراماً.. لم أستطع تحمل ذلك أبدا".

ومنذ تولي كيم جونغ أون السلطة أصبحت مراقبة الحدود أكثر صرامة بكثير. لأنه يدرك أنّ سلطته تعتمد على الحفاظ على قبضة مشددة على تدفق المعلومات عبر الحدود وقد أعطى حرس الحدود صلاحية إطلاق النار بهدف القتل.

وبعيداً عن اعتبار أبناء عمومتهم الكوريين الجنوبيين دمى وعبيد للأميركيين، يرى الكوريون الشماليون أنهم يتكلمون اللغة نفسها ولكنهم يعيشون في بلد متأخر بعقود من حيث التكنولوجيا والازدهار.

وقال تشان يانغ، 22 عاماً، "كلما استمعت إلى الراديو أكثر، يتبين لي أن كل ما تعلمناه ليس صحيحاً، لقد خدعونا".

وفي الواقع ليس هناك أي علامة على أي شيء يمكن أن يؤدي إلى ثورة في كوريا الشمالية. فلا يوجد وسائل إعلام اجتماعية، وتقريباً لجميع الكوريين الشماليين سواء، لا توجد شبكة إنترنت.

وحتى مع ذلك، تُظهر الأفلام "السرية" أن الكوريين الشماليين يتساءلون عن شرعية سلالة كيم، ويتحدون السلطة علناً بطرق لا يمكن تصورها قبل عقد من الزمان.

ومع مزيد من المعلومات التي تقوّض مصداقية النظام، ولا إشارات على تحسن اقتصادي ملحوظ، يتساءل كثيرون الآن كيف ستتمكن آخر ديكتاتورية شمولية في العالم من البقاء على قيد الحياة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com