كيف تنشئ أطفالًا أذكياء عاطفيًا؟

يحرص جميع الآباء على تحقيق الأفضل لأطفالهم، ويسعون جاهدين لتنشئة أطفال أقوياء، واليوم بات بمقدورهم تربية أبنائهم على "الذكاء العاطفي".

وانتشر مفهوم الذكاء العاطفي مع بروز دروس التنمية البشرية لتدريب الأطفال والشبان على التواصل بشكل فعال مع الآخرين، وأصبح هناك ما يعرف  بـ"التدريب العاطفي" الذي يقدّم خريطة طريق مبنية على أساس علمي، هدفها الرئيس تنشئة أطفال متوازنين، طموحين وأذكياء عاطفيًا.

وأشار بحث للدكتور جون غوتمان، بحسب ما نشرته مجلة "ذا مايندز جورنال"، إلى أن الوعي العاطفي والقدرة على إدارة المشاعر له قدرة على تحديد مدى سعادة طفلك ونجاحه في الحياة، أكثر من معدل ذكائه المعروف بـاختبار "IQ".

وقدّم غوتمان بضع نصائح تساهم في بناء وعي أطفالك العاطفي:

1- المشاعر السلبية وسيلة تواصل:

استخدم مشاعر طفلك السلبية واستفد منها في التواصل معه ومساعدته على النمو، حيث يواجه الأطفال صعوبة كبيرة في السيطرة على مشاعرهم، لذا احرص على البقاء متعاطفًا مع طفلك، ومحبًا له ورحيمًا به، وأظهر له أنك تفهم تمامًا ما يشعر به.

2- لا تعاقب طفلك أو توبخه لكونه عاطفيًا:

المشاعر السلبية هي في الواقع أمر طبيعي، وستختفي مع مرور الوقت ونمو أطفالك، لكن إذا تجاهلت هذه المشاعر التي يعيشها طفلك، أو وصفتها بالتافهة أو السيئة، فأنت في الواقع توجه رسالة لطفلك بأنه شخص سيء مما قد يؤثر عليه لوقت طويل ولمراحل عمرية متقدمة.

3- ساعد طفلك في تحديد مشاعره:

ساعد طفلك على وضع كلمات مناسبة أو وصف مناسب لما يشعر به، فعندما يعرف الطفل معنى ما يشعر به، يساعده ذلك في التحكم أكثر في مشاعره والسيطرة عليها دون أن يرهق نفسه.

4- لا تطلق الأحكام، ولا تحبط طفلك:

قد يقوم الأطفال أحيانا بأمور غير عقلانية وربما مرفوضة تماما، وبدلا من إطلاق الأحكام، حاول أن تجعل نفسك مكان طفلك، كن متفهما واسأل نفسك عن السبب الذي دفعه لفعل ما فعله، أظهر لطفلك أنك إلى جانبه وستساعده في هذا الموقف الصعب.

5- ضع حدودًا واستراتيجيات لحل المشاكل:

ساعد طفلك للعثور على طرق بديلة للتصرف في المستقبل، وقدّم له العون في العثور على حلول للتغلب على ما يواجهه وما يشعر به من أحاسيس قد تكون مؤذية. يحب الأطفال أن يكونوا مستقلين، وهذه طريقة رائعة تجعلهم يعتمدون على أنفسهم في عالم قاس وغير عادل.

وعليك أن توضح لطفلك أن كل المشاعر مقبولة، ولكن ليست كل التصرفات كذلك، وعليك أن تعرف أن الضرب ليس حلا، ويجب اتباع طرق أخرى للعقاب.

6- لا تقلل من قدرة طفلك على التعلم والنمو:

لدى الأطفال قدرة فطرية على التعلم والتطور ليصبحوا في المستقبل أشخاصا راشدين قادرين على حل المشاكل التي تواجههم بكفاءة، لكن كل ما يحتاجونه الآن هو أذن صاغية، ووالدين مستعدين للأخذ بأيديهم ومساعدتهم للنمو.

الأبوة هي بلا شك مهمة صعبة ولا تنتهي أبدا، لكن مع خطوات بسيطة وتغييرات طفيفة في التعامل مع أطفالك ستتمكن من تنشئة جيل مشرق وكفؤ لمواجهة مصاعب الحياة.