"مرسي" يُفقد محاكمة مبارك كثيرا من بريقها
"مرسي" يُفقد محاكمة مبارك كثيرا من بريقها"مرسي" يُفقد محاكمة مبارك كثيرا من بريقها

"مرسي" يُفقد محاكمة مبارك كثيرا من بريقها

"مرسي" يُفقد محاكمة مبارك كثيرا من بريقها

القاهرة- (خاص) من محمد بركة

فارق شاسع بين الإهتمام العالمي غير المسبوق الذي حظيت به الجلسات الأولى لمحاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك في أعقاب ثورة 25 كانون ثاني/يناير وبين جلسات إعادة المحاكمة التي تتم الآن بأكاديمية الشرطة على مدار ثلاثة أيام.

 تراجع الإهتمام إلى حد كبير وغابت المنافسة الإعلامية في المناقشة والتحليل ولم يعد الرأي العام المصري سواء عبر المقاهي أو البيوت أو المواصلات العامة أو برامج التوك شو المسائية يشغل نفسه كثيرا بمشهد دخول أول رئيس أوفرعون  على حد تعبير الميديا الراغبة في التشويق والإثارةإلى قفص الإتهام.

من السهل بالطبع أن نبادر جميعا بتبرير الأمر بالطبيعة الملولة للناس ووسائل الإعلام على حد سواء بإعتبار أن الحدث نفسه لم يعد جديد بل يشبه إعادة إنتاج مشهد قديم بمخرج جديد وبالتالي ينتفي عنصر الترقب، ولكن جولة بسيطة في مواقع التواصل  الإجتماعي المصرية، فضلا عن الصحف وقنوات التلفزة والراديو تضع يدكعلى السبب الأبرز والأهم وهو أن الرأي العام مصريا وعربيا وعالميا أصبح يترقب محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي والتي ستبدأ أولى جلساتها في الرابع من تشرين ثاني/نوفمبر القادم.

وبينما لم تعد محاكمة مبارك تحظى سوى بأسطر قليلة في الصفحات الداخلية من حيث تشكيل هيئة المحكمة ونوعية الشهود الذين كانوا يشغلون مواقعإ ستخباراتية وأمنيةحساسة أثناء الثورة على الرئيس الذي يحاكم بتهمة قتل المتظاهرين، فإن محاكمة مرسي أصبحت تتصدر الصفحات الأولى من الآن  وتتباري الصحف ونشرات الأخبار في إستعراض لائحة الإتهامات التي تلاحق أول رئيس إخواني يصل لحكم مصر لاسيما ما يتعلق بالتخابر مع جهات أجنبية، بالإضافة إلى العقوبات المتوقعة والتي تصل إلى حد الإعدام ومكان إنعقاد المحاكمة وهل سيحضر مرسي الجلسة الأولى أم لا وهل سيصدق الإخوان هذه المرة في توعدهم للدولة بمظاهرات حاشدة إحتجاجا على ما يصفونه بـ" المحاكمة غير الشرعية للرئيس الشرعي".

أيضا لا يستطيع المتابع للشأن المصري أن يغفل تأثير عام من الحكم الإخواني على نظرة قطاعات واسعة من الشعب لمبارك، فهؤلاء لسان حالهم يقول: نعم .. عانينا أثناء حكم مبارك لكننا لم نسمع انه خائن .. وثرنا ضد الحزب الوطني الحاكم في زمنه، لكن أعضاء  الحزب لم يحملوا السلاح ويتظاهرواإنتقاما منا كما فعل الإخوان!.

والنتيجة أن مشاعر التعاطف زادت مع الرئيس الذي إعتاد عليه المصريون طيلة ثلاثين عاما، وبالتالي إختفت حالة الشغف والترقب لإعادة محاكمته هذه الأيام  بينما يحبس الجميع  أنفاسهم ترقبا  لمشهد الرابع من تشرين ثاني/نوفمبر ومرسي بملابس السجن البيضاء داخل قفص الإتهام، فربما كان هذا قدر شعب ثار مرتين وها هو يحاكم رئيسين في اقل من عامين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com