الحياة اللندنية: لبنان وسوريا.. "توأمة" قسرية
الحياة اللندنية: لبنان وسوريا.. "توأمة" قسريةالحياة اللندنية: لبنان وسوريا.. "توأمة" قسرية

الحياة اللندنية: لبنان وسوريا.. "توأمة" قسرية

الحياة اللندنية: لبنان وسورية.. "توأمة" قسرية

يقول الكاتب في مقالته أن اللبنانيون مقتنعيين بأنه إذا اقترب الأسد من خسارة الحرب ضد شعبه فسينتقم من لبنان، وإذا ربح سينتقم من لبنان، وإذا ظل وضعه معلقاً دفع لبنان الثمن من استقراره، وإذا دُفع الى الرحيل تحمل لبنان عبء تمسكه بالحكم، وإذا مال نحو الاستمرار سدد لبنان فاتورة التسوية الدولية لبقائه.

ويشعر اللبنانيون اليوم أكثر من سواهم من جيران سورية، بالأزمة الانسانية المستفحلة في هذا البلد، ويعانون من تبعاتها على كل صعيد. لكن ما يقلقهم هو الخلفية السياسية التي تحكم وصول هؤلاء بأعداد ضخمة رغم شكوى الدولة اللبنانية، في تقييم غير مسيّس، من عدم قدرة مؤسساتها على تلبية حاجات رعايتهم. ذلك ان الحكم ومعظم المعارضة في سورية، على السواء، ينطلقان من فرضية أن لبنان «لنا» و «يخصنا» و «لا بأس أن تحمل وزر "حربنا الأهلية" لأن هذا واجبه، فلا يفعلان ما يمكن أن يخفف الدفق البشري الذي يفوق طاقته، ولا يسلمان بحقه في اتخاذ أي اجراءات للحد من فيضان النزوح مثلما فعلت تركيا والأردن حفاظاً على مصالحهما.

ويقول بالنسبة إلى اللبنانيين فإن تغيير النظام في دمشق لا يعني بالضرورة اعفاءهم من فائض "الأخوة" الذي قد يغرقهم هذه المرة في محاسبات تجد تبريرها في تدخل "حزب الله" الفج في اقتتالهم.

ويضيف كأنه مقدر للجار الصغير أن يظل معرضاً للمد والجزر السوريين من دون أي حساب لاستقلاله وسيادته اللذين لم يتحققا فعلاً منذ اعلانهما قولاً قبل سبعين عاماً. ويزيد من عبثية هذا الوضع، ان اللبنانيين بطوائفهم واحزابهم ومناطقهم وعائلاتهم منقسمون في كل شأن، وخصوصاً في شأن العلاقات مع سورية، ما يحول دون اتفاقهم ولو على البديهيات الوطنية المعترف بها في أي دولة، ويفتح الباب واسعاً امام تدخلات الخارج واستنساباته، من دون أي احتمال لخلاص قريب.

انها «توأمة» قسرية لم تنفع معها حدود معترف بها دولياً ولا قوانين ولا معاهدات، وستظل سارية الى ان تتغلب فكرة حياد لبنان عند اللبنانيين أولاً قبل ان «يقتنع» بها السوريون لاحقاً، وطالما ان هناك بين مسؤولي هذين البلدين ومواطنيهم من لا يزال يعتبر استقلال لبنان «إرثاً استعمارياً» ومن يؤمن بشعار «سورية أولاً» ويعمل بهديه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com