"شيخ الختامين".. نقّاش هدايا الملوك والزعماء والمشاهير (صور)
"شيخ الختامين".. نقّاش هدايا الملوك والزعماء والمشاهير (صور)"شيخ الختامين".. نقّاش هدايا الملوك والزعماء والمشاهير (صور)

"شيخ الختامين".. نقّاش هدايا الملوك والزعماء والمشاهير (صور)

عاش الناس في ما مضى في حقبة زمنية كان أبرز ما يميزها "الختم الخاص"، يحمله الفرد ليوقع به على أوراقه الخاصة في عقود الزواج والبيع والشراء وغيرها، وكان الختم بديلاً عن التوقيع، نظرًا لحالة الأمية التي كانت متفشية في ذلك الوقت، وكانت مهنة نقش الأختام في مصر محكومة بأمر من يدعى "شيخ الختامين".

وزارت شبكة "إرم نيوز" منطقة "خان الخليلي" المصرية العتيقة، التي تضم أقدم ورشة في العالم العربي لتصنيع الأختام، والتي يجلس بداخلها شيخ كبير في السن، منكفئ على قطعة من الحديد، ممسك بيده آلة ينحت بها، إنه الشيخ شريف حافظ "شيخ الختامين".

وكانت أولى كلمات حافظ لـ"إرم نيوز": "أنا آخر شيوخ مهنة الختامين في مصر، وورشتي الصغيرة لازالت قبلة للكثير من الملوك والأمراء والرؤساء العرب، الذين يرسلون إليّ خصيصًا لعمل نقوش خاصة بهم على هداياهم".

مهنة أجيال متوارثة

يقول الحاج شريف حافظ: "بدأت المهنة منذ أن كنت طفلاً صغيرًا، عندما شاهدت أبي وعمّي يعملان في الحفر والدق على المعدن، وكنت فضوليًا كعادة الأطفال، لمعرفة كيف يتم تصنيع هذه التحف الجميلة باليد وبعض الأدوات البسيطة، فتعلمت منهم وقمت بعمل قطع صغيرة في البداية وأحيانًا أقوم بتشطيب ما يقومون بعمله في النهاية، كشكل تجميلي مع تلميع بعضها.

كانت البداية لـ "شيخ الختامين" طفولية، حتى شهد عمه ووالده له بالخبرة وكان الابن الأكبر، لذلك ورث المهنة من والده مثل ما ورثها هو من أجداده ليتوارثها أجيال متتالية منذ أكثر من 200 عام من جيل إلى جيل إلى أن توفى والده.

وتابع شريف: "أصبحت بشكل اضطراري، مع حب كبير بداخلي، أذهب لحمل أدوات أبي، والجلوس أمام عمي، للعمل معهما، وقد نجحت في الاستمرار".

وأوضح الحاج شريف أن مهنة النحت على المعادن أو تصنيع الأختام تحتاج إلى صفات خاصة مثل القوة البدنية وحدة البصر، للخروج بتصاميم بالغة الدقة والتي تكون غالباً على قطع صغيرة الحجم، كما يحتاج النحات إلى التحلي بالصبر نظرًا لأنها مهنة تتطلب جهداً ووقتاً كبيرين في نقش أي معدن.

ونوه إلى أنه لا ينفذ تصاميمه إلا على الفضة والذهب فقط، وذلك لسهولة تطويعها والعمل عليها، وأيضًا لمقاومتها عوامل التعرية ولجمالية شكلها أيضًا.

هدايا الملوك والأمراء

وأشار الحاج شريف إلى أن أجداده صنعوا هدايا عديدة لتزين بيوت الأمراء والملوك، مثل هدايا الملك فاروق، فكان يحضر إلى ورشته شخص مسؤول في القصر بهداياه الفخمة المتنوعة، ويطلب تفاصيل بعينها من أسماء أو حروف أو بعض الكتابات الملكية و"عندما أنتهي منها يحضر ويأخذها وكنت أشاهدها في صور مع الملوك وهذا شيء يسعدني".

وتابع الحاج شريف: "أقوم بحفر ونقش هدايا القصر الرئاسي في مصر إلى الآن، خاصة المقتنيات الشخصية كنوع من الذكريات، مثل الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي أرسل لنا سلاحه الخاص لنقش اسمه عليه، وهناك العشرات من الفنانين أيضا الذين يحضرون في بعض الأحيان بأنفسهم أثناء زيارتهم للحسين".

وأكد الحاج شريف أن مهنته فيها العديد من الطرائف، مثل تلك التي تحدث بين المخطوبين عندما يحضرون ويطلبون الحفر على دبل الخطوبة، ثم يحدث بينهما خلاف قد يؤدي إلى الانفصال، "فأتدخل وأوفق بينهما، وأقوم بعرض الأفضل لهما، بسعر معقول، حتى لا تنهار الأسرة الصغيرة قبل أن تنشأ".

وأشار "شيخ الختامين" إلى أن العديد من المواطنين العرب يحرصون على حفر المعادن الخاصة بهم من الكويت والأردن وقطر وفلسطين والإمارات والسعودية.

ورشة تدريبية

وأضاف: "في بعض الأحيان كل فترة من العام، أقوم بتدريب بعض الهواة على الحرفة، وخلال 3 أيام فقط يصبح الهاوي محترفًا في المهنة، وهناك من يحضر للاستشارة في نوعية المعدن وعمره حتى لا يتآكل من عوامل التعرية، حيث نقوم في بعض الأحيان بطلاء بعض القطع بالزيوت للحفاظ عليها".

وأشار حافظ، في نهاية حديثه، إلى أنه لا يزال يحتفظ بالعديد من الصور التي قام بحفرها لبعض ملوك مصر والعالم العربي في بيته، كتراث لا يقوم ببيعه، والتي كان عليها إقبال من المواطنين في تلك العصور.

ويقول ابنه أحمد شريف لـ "إرم نيوز" إن الأختام قديمًا كانت تستخدم بدلاً من الإمضاء، نظراً لتفشي الأمية حينها، لكن الآن المهنة بدأت في الاندثار بعد تقدم العلم وانخفاض نسبة الأمية.

ويشير أحمد إلى أن الشخصيات العامة الحالية، الأكثر إقبالاً علي الورشة، هم الفريق صدقي صبحي واللواء أركان حرب أحمد وصفي، وقد طلبا نقش ميداليات وهدايا قناة السويس الجديدة، وأيضاً الفنانة مي عز الدين جاءت وطلبت نقش اسم "وعد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com