الفتة الطائفية تتحول إلى حرب باردة في العراق
الفتة الطائفية تتحول إلى حرب باردة في العراقالفتة الطائفية تتحول إلى حرب باردة في العراق

الفتة الطائفية تتحول إلى حرب باردة في العراق

الفتة الطائفية تتحول إلى حرب باردة في العراق

بغداد - (خاص) من عدي حاتم

خلال انتخابات المحافظات في العراق، تحالف السياسي ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مع الكتل السياسية السنية لتحدي رئيس الوزراء نوري المالكي بنجاح، في خطة اعتبرها البعض بصيصاً من الأمل في أن العراق قد يتجه نحو المصالحة.

وقد فاجأ التحالف ذلك الكثيرين. فخلال الحرب الأهلية الوحشية في العراق، والتي بدأت في عام 2006 واستمرت لأكثر من عامين، تقاتل الشيعة والسنة، وتركوا عشرات الآلاف من القتلى. ولم تتفق الفصائل المتناحرة أبداً، لكن انتخابات الربيع الماضي قدمت لمحة أولى من التقدم.

ولكن بعد عدة أشهر، وعودة مستويات العنف التي لم تشهدها البلاد منذ عام 2008، يقول معظم العراقيين إن التحالف بين الصدر والكتل السنية كان مجرد تعبير عن عداء المجموعتين للمالكي، وليس رغبة فعلية للعمل مع بعضهم البعض.

ويقول تحليل لخدمة "كريستيان ساينس مونيتر" إن الكثير من العراقيين يخشون الآن أن حربهم الأهلية لم تنته حقاَ، وبدلاَ من ذلك تحولت إلى حرب باردة تترك الأمة عرضة لتجدد العنف الطائفي .

ويقول سعد سلوم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية في بغداد إن "الحرب الباردة تعني أننا نعيش في خوف.. خوف من الآخر، وخوف من أنفسنا.. فالحرب الأهلية هي في عقولنا، ولا يمكننا تغيير البلاد دون تغيير عقولنا".

وتراجع العنف الطائفي في العراق بشكل مطرد بعد عام 2008، ولكن إراقة الدماء عادت إلى الارتفاع مرة أخرى منذ بداية هذا العام. وفي بغداد تعرض السكان إلى تفجيرات شبه يومية منذ يوليو/تموز، وقتل أكثر من خمسة آلاف شخص حتى الآن منذ بداية العام .

وتصاعد التوتر في البرلمان مؤخراً عندما ناقش أعضاء ما إذا كان ينبغي إزالة صور الزعيم الثوري الإيراني الخميني من شوارع بغداد. وبالنسبة للعديد من الشيعة فهو لا يزال يتمتع بشعبية، ولكن بالنسبة لكثير من السنة فالصور هي رمزاً لزحف النفوذ الإيراني .

وتقول ميسون الدملوجي، عضو البرلمان العراقي "فشلت جهود ضعيفة جداً للمصالحة.. وجزء كبير من العراقيين، لا سيما السنة يشعرون بأنهم محرومون ... أنا أرى العراق مفككاً.. وأعتقد أن السبب هو عدم وجود أي نية لجمع كل الفصائل ووضع خطط للمستقبل".

ويقول كثير من العراقيين إنه إذا نجح الصدر، أحد الشيعة الأكثر نفوذاً في البلاد، وحلفاؤه من العرب السنة في إزالة المالكي من منصبه في الدورة الانتخابية القادمة، فإن السنة والشيعة هم أكثر عرضة للإنقلاب على بعضهما، من العمل نحو حكومة وحدة وطنية جديدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com