الفلسطينيون والثورات المحيطة
الفلسطينيون والثورات المحيطةالفلسطينيون والثورات المحيطة

الفلسطينيون والثورات المحيطة

الفلسطينيون والثورات المحيطة

حافظ برغوثي

تراقب السلطة الفلسطينية احداث مصر بكثير من الاهتمام نظرا للدور المحوري لمصر تاريخيا في القضية الفلسطينية ولأن السلطة الفلسطينية نجحت في الشهور الأخيرة في اقناع الرئيس المصري محمد مرسي بأنها مستعدة للمصالحة وأن حماس هي التي تعرقل تنفيذ المصالحة.

وفي آخر رسالة لمرسي الى قادة حماس في غزة عند اختطاف الجنود السبعة في سيناء كان مرسي شديد اللهجة.. فهو طلب ضرورة الاستجابة ودعوة ابو مازن لتشكيل حكومة مستقبلية، وانجاز المصالحة وقطع العلاقات بين بعض رموز حماس والعقيد محمد دحلان ووصف مرسي في رسالته لاسماعيل هنية العلاقة مع دحلان بأنها خط احمر لا يجوز لحماس تجاوزه.

 ورغم عدم وجود ادلة على ذلك الا ان مرسي في خطابه الأخير تطرق الى دحلان وصار اخوان مصر  يتخيلونه كابوسا امامهم، وكان بعض قادة الاخوان شن حملة ضد السلطة في بداية حكم مرسي واتهموا السلطة بأنها تدير المؤامرات ضد حكم الاخوان من رام الله، وتراهن السلطة حاليا على ان علاقاتها مع النظام الجديد لن تتأثر لأن الاخوان عموما كانوا الى جانب حماس.

  وربما سيحاول الرئيس الفلسطيني ابو مازن ان يكون اول رئيس يزور مصر بعد سقوط الاخوان مثلما كان اول رئيس يزور مصر ويلتقي المجلس العسكري بعد سقوط مبارك ومثلما كان آخر رئيس التقى زين العابدين بن علي قبل سقوطه ومن اوائل من زاروا تونس بعد ثورتها.. وكذلك كان الرئيس الوحيد الذي زار اليمن بعد اندلاع ثورتها..

ربما لانه يعتقد ان القضية الفلسطينية فوق النزاعات العربية ويجب ان تبقى بمنأى عن الدخول في النزاعات العربية وعندما زار ابو مازن الكويت قبل فترة لافتتاح سفارة فلسطين هناك كان يعي حجم الضرر الذي لحق بالقضية نتيجة التدخل الفلسطسني في خلافات عربية  . وحاولت الدبلوماسية الفلسطينية ابعاد اللاجئين الفلسطينيين عن الصراع داخل سوريا لكنها لم تحقق النجاح الكامل المطلوب الا انها حافظت على مسافة واحدة بين الاطراف رغم مقتل قرابة 1500 فلسطيني حتى الآن وفرار عشرات الآلاف.

 وقد ظلت السلطة على اتصال مع النظام السوري من أجل حماية اللاجئين.. ورفض ابو مازن زيارة سوريا في أوج الأزمة لكنه لم يقطع شعرة معاوية مع بشار الاسد لأنه يحاول اعادة لاجئي اليرموك من لبنان الى سوريا.. وعندما زار بيروت مؤخرا كان هدفه حماية المخيمات وعدم جعلها مسرحا لتصفية حسابات بين السنة والشيعة بعد احداث صيدا حيث حاولت جهات عديدة تحويل مخيم عين الحلوة الى قاعدة لمواجهة الجيش اللبناني.

وكانت حركة فتح والسلطة الفلسطينية وجهتا نصائح كثيرة لحركة حماس بعدم التدخل في الشؤون المصرية او السورية او اللبنانية حيث ثبت تدخل بعض عناصرها في اشتباكات صيدا ومعركة القصير واحداث مصر وسيناء.. ما آثار غضب حماس التي اتهمت فتح بالتحريض عليها.. لكن ينقل عن الرئيس الفلسطيني قوله دائما ان مصلحتنا عدم التدخل لحماية أهلنا.

 ووقف الحملات الظالمة ضد اللاجئين الفلسطينيين سواء في سوريا او لبنان او مصر، ولا ينظر اي من الفلسطينيين نظرة تشف تجاه حماس بسبب خسارتها الساحات المصرية واللبنانية والسورية بل يقولون لعلها تتعقل وتعيد اكتشاف ان المصالحة اهم من الانخراط في قضايا الآخرين.لأن الانغماس في ترتيب البيت الفلسطيني اكثر فائدة من الغرق في مستنقع الربيع العربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com