مكتب عبد الظاهر.. واحة من الكمال وسط فوضى القاهرة
مكتب عبد الظاهر.. واحة من الكمال وسط فوضى القاهرةمكتب عبد الظاهر.. واحة من الكمال وسط فوضى القاهرة

مكتب عبد الظاهر.. واحة من الكمال وسط فوضى القاهرة

مكتب عبد الظاهر.. واحة من الكمال وسط فوضى القاهرة

القاهرة - هناك مكان واحد على الأقل، حيث يسود النظام، وسط كل الاضطرابات السياسية في مصر، وهو مكتبة عبد الظاهر، التي تخدم العديد من السفارات الأجنبية في القاهرة، فضلا عن العملاء الأثرياء من جميع أنحاء العالم.

ومنذ أن أنشئت في عام 1936، شهدت المكتبة صعود وأفول نجم الزعيم القومي جمال عبد الناصر؛ والرئيس أنور السادات، الذي اغتيل بعد ان اصبح اول زعيم عربي يصنع السلام مع إسرائيل؛ ثم حسني مبارك، الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما بعد السادات؛ ومؤخرا، الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أطيح به من قبل الجيش الشهر الماضي.

وفي المكتبة، لا يبدو القائمون عليها قلقون من نظريات المؤامرة التي تعصف بالبلاد، ولكن يشغلهم أمر آخر، وهو طي الكتب وتجليدها على ملزمة يدوية.

ووسط الفوضى في شوارع القاهرة، حيث تتفاقم الاحتكاكات اليومية للحياة في مدينة تعج بالتوتر السياسي، تقف المكتبة لتكون واحة من الكمال، ذات رفوف رتبت بعناية، عليها كتب مجلدة تتميز بجلدها الذي كتبت عليه حروف ذهبية.

ويقول مالك المكتبة محمد عبد الظاهر، الذي بدأ العمل فيها عام 1962، "أنا دقيق جدا في العمل الذي أقوم به.. وفخور لأنني استطعت أن أحافظ على مهنة تحتضر... خصوصا الآن في القاهرة حيث كل شيء يتطور بسرعة كبيرة".

وفي وقت يشعر فيه كثير من المصريين بالحرج بسبب الاضطرابات في بلادهم، التي كانت ذات مرة، واحدة من أقوى الدول وأكثرها هيبة في العالم العربي، فإن عبد الظاهر يفخر بحقيقة أن الأجانب ينظرون إلى مكتبته بكثير من التقدير.

ويضيف لخدمة كريستيان ساينس مونيتر الصحافية "هذا يجعلنا سعداء جدا أن المنتج المصري الذي صنعناه بأيدينا يمكنه إرضاء الأجانب".

ويقول عبد الظاهر الذي يعمل مع فريق مكون من 14 موظفا، ويستوردون الورق وغيره من المواد من مناطق بعيدة مثل فرنسا والهند، "نحن نفخر بأنه يمكننا الحصول على مواد من الخارج وصنع شيء لا يستطيع الأجانب أنفسهم أن يصنعوه".

وقد أثر التدهور الاقتصادي في مصر على الأعمال التجارية، ولكن ليس بسبب الانخفاض في السياح، فعادة السياح يأتون الى مصر لركوب الجمال أو رؤية الأهرامات، وليس لشق طريقهم في الأحياء القديمة للبحث عن كتاب أو مجلة.

ويضيف عبد الظاهر "الشيء الأكثر أهمية.. هو أن لدينا زبائن - نوع معين من المثقفين الأجانب الذين يحبون الكتب الجلدية المطوية، لم يعودوا يأتون".

ومع ذلك، فالزبائن هؤلاء يقومون بطلب ما يريدون من الخارج، ويدفعون في بعض الأحيان ما يصل إلى ستة مرات أكثر من سعر الكتاب للشحن، فقط من أجل امتلاك قطعة من العمل اليدوي من المكتبة المصرية الواقعة في ظل الجامع الأزهر في القاهرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com