انقسام المتشددين يزيد فرص روحاني في رئاسة إيران
انقسام المتشددين يزيد فرص روحاني في رئاسة إيرانانقسام المتشددين يزيد فرص روحاني في رئاسة إيران

انقسام المتشددين يزيد فرص روحاني في رئاسة إيران

انقسام المتشددين يزيد فرص روحاني في رئاسة إيران

طهران -  بدأ الناخبون الايرانيين الادلاء باصواتهم الجمعة لاختيار خلف للرئيس محمود أحمدي نجاد في انتخابات رئاسية من غير المرجح أن ينتج عنها تغييرات جذرية في علاقات إيران المضطربة مع الغرب وجيرانها في دول الخليج العربية.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الموعد المقرر في الساعة 0330 بتوقيت جرينتش. وتستمر عملية الاقتراع 10 ساعات رغم أنه يمكن تمديدها عند الحاجة.

وهناك أكثر من 50 مليون ايراني لهم حق الاقتراع من بينهم 1.6 مليون انضموا للمرة الأولى إلى قوائم الناخبين.

والانتخابات التي يختار فيها الناخبون واحدا من بين ستة مرشحين هي أول انتخابات رئاسية منذ الانتخابات المطعون فيها التي جرت في 2009 والتي أثارت اضطرابات سياسية استمرت شهورا في الجمهورية الاسلامية.

من جهة أخرى، اختتمت حملة انتخابات الرئاسة الإيرانية الخميس استعداداً للانتخابات التي تجرى الجمعة والتي يتمتع فيها المرشح المعتدل الوحيد بفرصة قوية لانتزاع الفوز من منافسيه المتشددين.

وفشل المتشددون في الاتفاق على مرشح واحد مما يحمل امكانية تفتيت الأصوات المؤيدة لهم ويعزز فرص رجل الدين المعتدل حسن روحاني ليدخل جولة الاعادة.

ولا يتوقع أن يجري الرئيس القادم أي تغيير كبير في السياسة الخارجية الإيرانية مثل البرنامج النووي أو تأييد الرئيس السوري بشار الأسد في ظل هيمنة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي على القرارات المتعلقة بالقضايا الكبرى.

غير أن جميع المرشحين باستثناء كبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي دعوا إلى انتهاج أسلوب أقل تشدداً في المحادثات النووية مع القوى الكبرى. ويمكن للرئيس أن يؤثر بشكل غير مباشر على السياسة الخارجية لإيران من خلال اختيار البلاد التي يزورها.

ولا يسافر خامنئي (73 عاماً) على الاطلاق خارج إيران.

وسيتعين على الرئيس السعي لاصلاح الاقتصاد المتعثر بسبب تشديد العقوبات الدولية والتضخم المرتفع والفساد.

والانتخابات التي تجري الجمعة هي الأولى في إيران منذ انتخابات الرئاسة عام 2009 التي قال الاصلاحيون إنها زورت لضمان اعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد مما أثار أكبر احتجاجات منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

ويقول محللون إن خامنئي يصر على أن يتولى المنصب رئيس طيع لا يثير المتاعب فضلاً عن ضمان عدم تكرار الاضطرابات التي وقعت عام 2009 التي أضرت بالجمهورية الإسلامية.

وبالتالي فإن الحملة التي انتهت اليوم الخميس كانت باهتة وجرت في ظل قيود صارمة.

لكن روحاني بدا وكأنه يحقق صعوداً ملحوظا في اللحظة الأخيرة من خلال الحشود الضخمة التي تجمعت في شوارع مدينة مشهد في الاجتماع الانتخابي الأخير.

وكتب مؤيد على تويتر "روحاني كان رائعاً في الاجتماع. كان ترحيباً كبيراً ولم يسبق له مثيل في مشهد".

وأظهرت صور في مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا أنه تجمع حاشد لصالح روحاني في طهران استمر حتى ساعة متأخرة من الليل. كما نظمت اجتماعات حاشدة كبيرة في العاصمة الإيرانية من جانب مؤيدين للمرشحين المتشددين.

ويمكن لروحاني الذي يشتهر بموقفه المرن في المحادثات النووية مع القوى الغربية في الفترة بين 2003 و2005 أن يستفيد من فشل منافسيه في الاتحاد خلف مرشح واحد رغم المحاولات التي استمرت عدة شهور.

ومن بين المتشددين الثلاثة الرئيسيين قاد جليلي حملة انتخابية قوية لكن وجهت إليه انتقادات حادة حتى من جانب رفاقه المتشددين بسبب تصلبه في المحادثات النووية وفشله في منع فرض عقوبات جديدة.

ورغم عدم خلافهم مع جوهر السياسة الحالية لبلادهم إلا أن المرشحين المحافظين الآخرين يؤكدون على ما يسمونه بسياسة محلية تسعى للجميع وسياسة خارجية تكون عملية بشكل أكبر.

وتعهد علي أكبر ولايتي وهو وزير خارجية أسبق ومستشار لخامنئي باجراء مشاورات موسعة قبل اتخاذ القرارات.

وأدار محمد باقر قاليباف حملته استناداً إلى سجله بصفته رئيس بلدية طهران الحالي وربما يجتذب أصواتاً في العاصمة حيث يعرفه سكانها على أنه إداري كفء لم يقدم على اتخاذ سياسات مكروهة تستهدف الحياة الخاصة للمواطنين. وتعهد بتوحيد البلاد إذا انتخب.

ونقلت وكالة انباء فارس عنه قوله "يجب أن يكون يوم الجمعة اليوم الذي تنتهي فيه كل الخلافات... آمل أيضا من خلال اختيار المرشح المناسب أن يكون يوم الجمعة اليوم الذي ينتهي فيه كل القمع والرياء".

وأنحى جميع المرشحين باللائمة في ارتفاع معدل التضخم على سوء إدارة أحمدي نجاد وزيادة المتاعب الاقتصادية التي نجمت عن تشديد العقوبات الدولية لكن لم يقدم أي منهم خطة محددة بشأن ما يعتزمون عمله لحل المشكلة.

ورغم تأييد الاصلاحيين له مازال روحاني من شخصيات المؤسسة الدينية الحاكمة وإن كان أقل تشدداً وأكثر انفتاحاً على المصالحة مع الغرب.

وفي مقابلة صحفية قال روحاني إن إسرائيل وراء حملة تشويه لوصف الأنشطة النووية السلمية لطهران بأنها برنامج اسلحة.

وقال روحاني يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الكف عن هذا الخداع. وأضاف أنه سيحكم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال أفعاله لا كلماته ودعا إلى رفع العقوبات من أجل تحسين العلاقات.

ويمكن أن تؤدي زيادة الاقبال على التصويت إلى تعزيز فرص روحاني لكن الإيرانيين الأكثر ليبرالية الذين يمكن أن يؤيدوه لم يحسموا أمرهم إن كانوا سيدلون بأصواتهم أصلاً نظراً لاعتقادهم بأن النتيجة سيتم حسمها مثلما حدث في عام 2009.

ورغم أن كثيرين ممن ينتمون للطبقة المتوسطة لا يشعرون بالحماس تجاه أي من المرشحين إلا أن بعضهم قد يتوجه إلى مراكز الاقتراع في محاولة لمنع فوز متشدد مثل جليلي.

وكتب إيراني آخر على تويتر "حتى اليوم لا أنوي للتصويت. لا يمكنني أن أذهب مضطراً لكني أقول اليوم إذا أدليت بصوتي فسوف أختار روحاني".

وفي غياب استطلاعات رأي يعتد بها في إيران من الصعب قياس المزاج العام ناهيك عن مدى ما يمكن أن يمارسه خامنئي والحرس الثوري من نفوذ على الانتخابات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com