واشنطن تمسك بصاعق الحرب
واشنطن تمسك بصاعق الحربواشنطن تمسك بصاعق الحرب

واشنطن تمسك بصاعق الحرب

ما زالت الولايات المتحدة تجتهد وبصعوبة لمنع اللجوء الى الخيار العسكري ضد ايران وربما تدرك ان ايران ليست على وشك امتلاك التكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية في الصيف المقبل كما يدعي الاسرائيليون

ما زالت واشنطن تحتفظ بالصاعق المفجر للحرب  المحتملة مع ايران، فهي وسعت التعاون العسكري مع اسرائيل  في عهد الرئيس باراك اوباما بصورة مكثفة اكثر من اي وقت مضى، وفتح الاميركيون ترسانتهم العسكرية المتطورة وقرون استشعاراتهم الفضائية  لاسرائيل، وزودوا اسرائيل بطائرات حديثة للتزود بالوقود جوا ورادارات للطائرات الحربية وصواريخ مضادة للطائرات وطائرات مروحية وقنابل دقيقة الاصابة.. الخ.

وهي كلها اسلحة ضرورية  لأي هجوم يستهدف المنشآت النووية الايرانية. لكن الاميركيين حجبوا القنابل الخارقة للتحصينات الاسمنتية تحت الارض القادرة على تدمير المنشآت الايرانية عى عمق 60 مترا بمعنى اخر  ان التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وتل ابيب ما زالت تشوبه خلافات حول توجيه ضربة  لايران ذلك ان واشنطن ما زالت تفضل الحل الدبلو ماسي في الاتصالات السرية  الجارية  منذ  شهور اضافة الى العلنية مع ايران.

 فالتورط العسكري الاميركي في ضرب ايران يعني   تورطاً شبيهاً بالذي حدث في العراق وربما اكثر ضرراً على السياسة الاميركية. وقد حاول الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارته الاخيرة، التي شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية  والاردن تمهيد الارض لتحالف اقليمي جديد في المنطقة يضم تركيا واسرائيل وحشد تأييد عربي له في مواجهة التحدي السوري والملف الايراني.

 ولهذا  ضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لكي يتصل ويعتذر  لنظيره التركي اردوغان حول الهجوم على سفينة كسر الحصار عن عزة  وقد اتصل نتنياهو باردوغان بحضور اوباما الذي يشرف شخصيا على هندسة المنظومة الامنية الجديدة في المنطقة لانه لا يريد ان يقوم بعمل منفرد ضد ايران ولا ضد سوريا ايضا.

 واوعز الى وزير خارجيته جون كيري بتكثيف جولاته واتصالاته لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية لاقناع الدول العربية خاصة الخليجية ان السياسة الاميركية تسير في خطين متوازيين وهما احلال السلام ومواجهة التحدي الايراني والتحدي المحتمل في حال سقوط نظام الاسد، وهذا الوضع يشبه الى حد بعيد ما فعله الرئيس بوش الاب عندما حشد الدول العربية في حملة عاصفة الصحراء لتحرير الكويت مع وعد ببدء مفاوضات بين الدول العربية واسرائيل لاحلال السلام فور انتهاء الحرب، لكن الحملة العسكرية نجحت في تحرير الكويت والحملة السياسية لم تنجح في تحرير الارض من اسرائيل .

اذاً ما زالت الولايات المتحدة تجتهد وبصعوبة لمنع اللجوء الى الخيار العسكري ضد ايران وربما تدرك ان ايران ليست على وشك امتلاك التكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية في الصيف المقبل كما يدعي الاسرائيليون ولهذا فانها تتأنى وتعمل لخلق تحالف جديد في المنطقة وتحاول لجم اسرائيل حتى لا تجد نفسها متورطة في حرب اكثر اتساعا في منطقة باتت الامور فيها خارجة عن المنطق ولهذا فانها تجزل العطاء   لاسرائيل لكنها تحتفظ بالصاعق في يدها. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com