أول حوار مع التركي الذي ألقى بنفسه أمام دبابة الانقلاب..فيديو وصور
أول حوار مع التركي الذي ألقى بنفسه أمام دبابة الانقلاب..فيديو وصورأول حوار مع التركي الذي ألقى بنفسه أمام دبابة الانقلاب..فيديو وصور

أول حوار مع التركي الذي ألقى بنفسه أمام دبابة الانقلاب..فيديو وصور

نجحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في إجراء أول حوار مع الشاب ميتن دوغان (40 عامًا) الذي تحول إلى أيقونة لمواجهة الشعب التركي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، لاسيما وأنه لم يتردد لحظة واحدة، قبل أن يُلقي بنفسه أمام إحدى دبابات جنود الانقلاب، بين حشود الجنود المُسلّحة الذين حاولوا قلب نظام الحكم وإحكام قبضتهم على البلاد، مساء الجمعة الماضية، ليقول لهم بكل بسالة: "ادهسوني أو اذهبوا بعيدًا".

وعقب نزول الانقلابيين في تركيا إلى الشوارع  بعتادهم والدبابات، محاولين السيطرة على مرافق البلد الإستراتيجية والحيوية لإنجاح الانقلاب، واجه الشعب التركي هذا التحرك العسكري بتدفق مذهل للشوارع والساحات الرئيسية في إسطنبول وأنقرة، خاصة بعد ظهور الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ودعوتهم للنزول إلى الشوارع والمياديين.

ومن أغرب مشاهد ليلة الانقلاب وأطرفها، ظهر دوغان في أحد شوارع إسطنبول، وتحديدا في منطقة إسكودار، ليعترض دبابة يقودها انقلابيون، حيث أشار لها بيده على أمل إيقافها، وعندما رفضت الدبابة الانصياع لطلب الشاب، رفض بدوره الابتعاد عنها ليلقي جسده على الأرض محاولا اعتراضها، فمرت الدبابة من فوقه.

 وفي محاولته الأولى وبعد مرور الدبابة من فوقه ولم يصب الشاب بأي أذى، سرعان ما وقف ثانية ليواجه دبابة أخرى بالطريقة ذاتها، لكن في تلك المرة  لم يستطع الشاب معاودة الوقوف جراء الإصابات التي تعرض لها.

يقول دوغان لـ ديلي ميل "حينما انبطحت أمام الدبابة، استلقيت بجسمي كله على الأرض؛ لأنني أردت أن يُدهس قلبي، وعقلي، وكافة أعضائي، كُلٌ في آنٍ واحد"، هكذا قال دوغان في حواره مع الصحيفة البريطانية.

وأكد الشاب الذي خدم في الجيش التركي بينما كان في سن الثلاثين، أن تصرّفه هذا كان صائبًا مائة بالمئة، وإن كان لم يتوقّع أن يلقى كل هذا الثناء من مُختلف أنحاء العالم، لاسيما مع انتشار هاشتاغ "رجل الدبابة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف "دوغان": "لم اُشارك في الحياة السياسية من قبل، حتى أنني لم أقُم بالتصويت في حياتي على الإطلاق، ولا أهتم بالتوجُهات السياسية للرئيس، ولكنه في النهاية رئيسي وزعيم بلدي؛ لذا لن أسمح لأحد بانتزاع سُلطة الرئيس وإحكام السيطرة على البلاد غصبًا عن الشعب".

وأشارت الصحيفة إلى أن "دوغان" استعدّ للجري مسافة 7 كيلومتر، وصولًا إلى مطار أتاتورك الدولي، إلا أنه صادف شابًا يستقِلّ دراجة نارية بينما كان راكِضًا إلى المطار، فأقنعه أن يقوم بتوصيله اختصارًا للوقت والجهد، حيث قال: "كان شابًا يتراوح سنه ما بين 22 أو 23 عامًا، أوقفت دراجته الناريّة، وقُلت له: (بالله عليك انقلني سريعًا إلى المطار)، واصفًا رحلته مع الشاب العشريني كما لو كانت مشهدًا في فيلم سينمائي.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الثُنائي كانا من أوائل الحضور في المشهد، بعد وسائل الإعلام، التي مثلت تغطيتهم للأحداث دافعًا شجّع دوغان على النزول إلى الشوارع.

وأكد "دوغان" أنه بمجرد صوله إلى المطار تفاجئ بصف من الجنود، وخلفهم 3 دبابات، وإلى جانبهم مدرعة تحمل جنود شباب، وبعد قليل قام الجنود بإطلاق الرصاصات في الهواء كنوع من الدعاية أمام الكاميرات، وأضاف: "هرعت بين الجنود للوصول إلى الدبابة، أنه وقت القتال".

وتابع: "فضلت أصرخ بينهم، أنا جندي تركي، أنا جندي هذا الوطن، من أنتم؟"، حتى ردوا عليه: "سنطلق النار، سنطلق النار عليك، أبعد عن هنا، وكانت الدبابة تسير في اتجاهي؛ لذلك نمت أمامها، وانتظرت مرورها فوق جسدي".

وسرعان ما تحولت صورة الشاب التركي إلى رمز للأحداث في جميع مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التركية والعالمية.

ويتابع "دوغان" حديثه للصحيفة البريطانية قائلا: "بينما كنت مُستلقيًا أمام الدبابة، وجدت جنديًا يطل برأسه من الدبابة، متوسلًا إلي بالنهوض والتحرك بعيدًا عن الدبابة، واعدًا إياي بالذهاب حال استجبت لطلبه".

وأضاف: "منحته الخيار: إما أن يدهسني، أو يرحل وباقي الجنود"، إلا أنه قبل الرضوخ لتوسلات الجندي والذهاب بعيدًا عن الدبابة، نجح حشد من الأفراد في كسر حواجز الطريق، وركضوا نحو الجنود، يقذفون الزجاجات.

في تلك الأثناء نجح الرئيس التركي في التواصل مع قناة "سي إن إن تورك"، ودعا الأتراك للنزول إلى الشارع ومحاربة الانقلاب والدفاع عن الديمقراطية، وهو الأمر الذي قوبل بالترحيب والاستجابة السريعة من قبل الشعب، الذي وقف في وجه دبابات ورشاشات جنود الانقلاب، ونجحوا في إفشال تلك المحاولة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com