وفاة فلسطينية عن عمر يناهز 132 عاماً
وفاة فلسطينية عن عمر يناهز 132 عاماًوفاة فلسطينية عن عمر يناهز 132 عاماً

وفاة فلسطينية عن عمر يناهز 132 عاماً

غزة ـ منذ عشرين عاماً، أصرّت الحاجة الغزيّة "عالمية حمودة"، من بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، على تجهيز قبر لها، بجوار منزلها، الذي تعود بعض زواياه إلى العصر "العثماني"، إذ كانت تلك الزوايا تشكّل مدرسةً "دينية" في ذلك الوقت.



لكن القدر أراد للحاجة "حمودة" أن تعيش عمراً إضافياً، لينتظرها قبرها أكثر من (20) عاماً، وتدفن فيه، أمس الإثنين، بعد أن توفيت، عن عمر يناهز (132) عاماً.

والمعمرة "حمودة"، من مواليد عام 1886 –حسب عائلتها-ولديها (5) أبناء، ذكر و(4) إناث.

ونقلت الأناضول عن حفيدها محمد حمودة البالغ من العمر (30 عاماً)، أن لدى جدته من أبنائها الخمسة، أكثر من 400 حفيد".

وشارك العشرات من الفلسطينيين في بلدة جباليا، ظهر الأمس، بدفن جثمان المعمرة "حمودة".

ويعود حفيدها حمودة، بالتاريخ إلى الوراء، لأكثر من (100) عام، عندما كان والد المعمّرة "عالمية" –محمد عبد الله حلوين حمودة- يعمل جنديا في الجيش العثماني.

ويضيف:" والد حمودة انضم إلى الجيش العثماني التركي، وأمضى أكثر من (35 عاماً)، من عمره في خدمة الجيش (العثماني)".

وكانت المعمّرة "حمودة"، حتّى ساعة وفاتها، تحتفظ بأقراطٍ، عمرها أكثر من (100 عام)، مصنوعة من الذهب التركي الخالص، كان والدها قد ابتاعها من تركيا، وأهداها إياها في ليلة زفافها.

كما تحتفظ في إحدى زوايا غرفتها، التي تقف على أعمدة مضى على تأسيسها أكثر من (90 عاماً)، بطاحونة تركية "عتيقة" مصنوعة من الطين، كانت تستخدمها في طحن القمح ، كما قال حفيدها.

ويستكمل قائلاً:" جلب والدها هذه الطاحونة من تركيا، قبل (95 عاما)، عندما كان يأتي إلى فلسطين لزيارة عائلته، في الفترات التي كانت مقررة له كـ(إجازة) رسمية من الجيش العثماني".

ولفت إلى أن الحاجة "حمودة" داومت على استخدام تلك الطاحونة حتّى في الفترات الأخيرة من حياتها، إذ لا زالت الأهازيج "التركية" التي كانت جدّته تشدو بها أثناء انشغالها بالطحن عالقةً في ذهنه.

وبيّن أن العديد من الوفود التي لها علاقة بالمؤسسات التركية المتواجدة في قطاع غزة، قدمت إلى منزل المعمّرة حمودة، لشراء أقراطها التي مضى عليها أكثر من (100 عام) لوضعها في أحد المتاحف "الأثرية" بتركيا.

ويشير حفيدها، إلى أن الحاجة "حمودة" عايشت ستة عهود مرت على فلسطين، منذ بداية القرن الماضي، وهي (الحكم العثماني-الانتداب البريطاني-الحكم المصري لغزة-الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة -عهد السلطة الفلسطينية- حكم حركة حماس لغزة).

وأضاف:" جدتي كانت تشيد دائماً بالفترة التي عاشتها فلسطين تحت الحكم العثماني".

وأكثرت "حمودة" من رواية الأحداث التي مرت بها فلسطين عندما كانت خاضعة للحكم العثماني، لأحفادها، وكانت تصف الجيش التركي بـ"الجيش الشجُّاع"، كما أنها كانت تتمنى لو أنهم يعودوا (العثمانيون) لحكم فلسطين.

وبيّن "حمودة" أن جدّته أدّت فريضة الحجّ "أربعة" مرات في حياتها، مشيراً إلى أنها عملت لمدة تزيد عن (30 عاماً) كـ"قابلة" مختصة بتوليد النساء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com