النجاح يكمن في حمضك النووي
النجاح يكمن في حمضك النوويالنجاح يكمن في حمضك النووي

النجاح يكمن في حمضك النووي

للجينات أثر كبير في تحديد شخصيتك وممكن أن تتأثر بالتصاعد الاجتماعي من حولك، عدا عن أنها مرتبطة بعوامل أخرى في حياتك مثل مهنتك أو وظيفتك وثروتك وحتى مواقع تحركاتك.

وقد أثبتت بعض الدراسات أن هناك امتحان مستوى لقياس النجاح المسجل في جيناتنا أيضاً. لقد أجريت دراسة حول هذا الموضوع على حوالي ألف شخص على مدى تجربة علمية استغرقت حوالي أربعين عاماً.

السر في نجاحنا من بداية غرفة الصف وانتهاء بغرفة نومنا قد تحدده جيناتنا. فلقد أثبتت الدراسات بأن الرجل والمرأة اللذين يمتلكان مجموعة معينة من الجينات يحققان مكاسب حياتية جيدة في سن مبكرة. حتى لو كانت نشأتهما في محيط عائلة فقيرة فهذا لن يحد أبداً من قدراتهما. ومع أن حياتهما قد تبدو كاملة ولا تشوبها شائبة إلا أن هذا لا يعني بأنهما سيعيشان بصحة أفضل أو بسعادة أكبر من غيرهما من الناس.

لقد تم سابقاً ربط الجينات الصحيحة بامتحان مستوى النجاح ولكن الأبحاث الأخيرة تشير إلى وجود فوائد أخرى كثيرة لها. ففي البحث الذي أجراه الباحث الدكتور دانيال بيلسكي في جامعة ديوك أظهر بالتفصيل معلومات عن حوالي ألف رجل وامرأة من نيوزيلندا في حوالي الأربعين من عمرهم كانوا جزءاً من دراسة صحية منذ ولادتهم، وقد تباينت المعلومات منذ فترة نطقهم لأول كلمة في حياتهم وحتى فترة بلوغهم وكسب معيشتهم بأنفسهم.

ويشير الدكتور بيلسكي بأن الحمض النووي لهذه المجموعة من الرجال والنساء أظهرت تغييرات بسيطة جداً في رموزهم الجينية والتي سبق دراستها وربطها بالنجاح أثناء فترة الدراسة. ولم يكن مفاجئاً بالنسبة له أن يجد بأن هؤلاء الرجال والنساء الذين لديهم هذه الجينات المرتبطة بالثقافة ساعدت في تحسن تحصيلهم الأكاديمي بشكل كبير بل ساعدت أيضاً على براعتهم في الحياة بشكل عام. فعندما كانوا في سن الطفولة تكلموا بوقت مبكر وكانت لديهم سرعة كبيرة في تعلم القراءة والكتابة وعند بلوغهم سن الثامنة والثلاثين كانوا قد أحرزوا تقدماً كبيراً في حياتهم الوظيفية ومكاسب مالية كبيرة إضافة إلى ترحالهم أكثر. وكانوا على درجة كبيرة من الود واللطف ولديهم أزواج رائعين.

ويضيف الدكتور بليسكي "إنها قصة الأشخاص اللطيفين أولاً وهي قصة لم أتوقع وجودها في عالمنا حقاً".

لقد ساعدت هذه الجينات أيضاً على التأثير على مرحلة انتقال الفرد، مما يعني أن الأطفال القادمين من بيئات فقيرة يمكن أن يحرزوا تقدماً في حياتهم إذا ما كانوا يملكون هذه الجينات فعلاً.

ولكن وعلى الرغم من هذه الإنجازات فإن الأشخاص الذين يملكون جينات الثقافة والتعلم لم يكونوا أسعد أكثر أو بصحة جيدة أكثر من أقرانهم. فقد أظهر الدكتور بيلسكي في أحد أبحاثه لمجلة "علم النفس" بأنه لا يستطيع ببساطة شرح مثل هذه النتائج بمقارنته بنتائج امتحان جيد آخر لوضع الناس على الطريق الصحيح للنجاح.

وعلى العكس من ذلك فإنه يعتقد بأن هذه الجينات التي تساعد الصغار على إحراز علامات جيدة في المدارس قد يكون لها تأثير أيضاً على السمات الشخصية للفرد والتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من رغبته في النجاح. ويضيف الدكتور بليسكي بأن تأثير جينات العلم على أي طفل قد يكون قليلاً ومحدوداً، ولكن عن طريق تعزيزها يمكن أن يكون لها أكبر الأثر على الجيل بأكمله.

هناك أيضاً احتمالات لربط الأطفال تعليمياً بجيناتهم مستقبلاً، وأيضاً هناك احتمالية أخرى بأن دراسة الجينات الخاصة بالأجنة قد تمكن الآباء الراغبين بالحصول على الأطفال عن طريق التلقيح الصناعي بالحصول على أطفال ناجحين مستقبلاً. وفي حديث له لمجلة العالم الجديد يقول الدكتور بيلسك إن هناك العديد من الجينات الأخرى المشاركة في العملية والتي قد تجعل من المستحيل القيام بذلك بطريقة آمنة.

إن هذه الدراسة مبنية أصلاً على دراسات سابقة كشفت عن أن هناك رابطاً ما بين الجينات وعدد السنوات التي يقضيها الطفل في المدرسة وفيما إذا أكمل مرحلة التعليم الجامعي أم لا. هذه الدراسة التي نشرت في جامعة كورنيل شملت حوالي 125 ألف شخص من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا. فقد أظهرت بأن التغيرات الجينية التي اقترنت بالتحصيل الذي يحققه الشخص في المدرسة كانت بمقدار 0.02 من البصمة الوراثية والتي يبلغ أعلاها فقط 0.40.

كما أظهرت دراسة أخرى قام بها الباحثون في جامعة كنجز في لندن بأن جينات التعلم لدى الأطفال يكون لديها تأثير على نتائج الامتحان أكثر من تأثير المدرسة والأساتذة أو الجهود المبذولة من قبل الوالدين.

لقد شملت الدراسة نتائج دراسة الثانوية العامة لحوالي 11 ألف طالب، ووجدوا بأن جينات كل طالب أظهرت فرقاً بحوالي 58% بين النتائج في المواد الأساسية مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم.

كما أثبتت الدراسة بأن البيئة المحيطة مثل المدرسة والجيران والعائلة لديها تأثير بما يعدل 29% فقط. وبالنسبة للثلاثة عشر بالمئة الباقية فلكل شخص له فوارق مميزة خاصة به. ولكن على ما يبدو فإن للجينات أثر كبير على نتائج التحصيل في المواد العلمية أكثر من المواد الإنسانية الأخرى مثل الدراسات الإعلامية والفن والموسيقى فهي بنسبة 58% - 42%.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com