البطل الصوتي
البطل الصوتيالبطل الصوتي

البطل الصوتي

البطل الصوتي

حافظ برغوثيالاستقبال التاريخي الذي حظي به المغني الشاب محمد عساف في غزة والاقبال على برنامج عرب ايدول فلسطينيا, اظهر ان اغلبية الشعب الفلسطيني كانت تبحث عن بطل جديد غير سياسي   وغير مسلح, بل مجرد بطل صوتي. بعد ان فقدت نجومها ولم تعد تقتنع بالبطل الميت الذي يتحول الى رمز من الماضي تحت التراب، فالشعب الفلسطيني الذي انتقده البعض خاصة بعض خطباء المساجد وبعض السياسيين الفرسان ممن يمتطون الدين، لأنه ابدى اعجابا بشاب ذي صوت جميل.  خرج بمئات الألوف لاستقباله وسهر الليالي لمتابعته ومنحه ملايين الاصوات بالرسائل القصيرة، وهو ما لم يحصل عليه اي مسؤول فلسطيني منذ الراحل ابو عمار.وكأنما جاء عساف ليقول انه يغني للحياة وليس للموت ,وان شعبه يحب الحياة ولم يعد يحب الموت فقط، وحقيقة ان مشوار عساف يذكرنا بأفلام لعبد الحيلم حافظ   مع زينات صدقي وعبد السلام النابلسي عندما كان فقيرا معدما يبحث عن فرصة للغناء دون جدوى.. وعندما سنحت له الفرصة صار نجما يحب من وقفوا الى جانبه ولم ينساهم.وهذا ما حدث مع عساف.. شاب يبحث عن فرصة منذ صغره.. التحق ببرنامج محبوب العرب بشق الأنفس بعد تجاوز مشقة الخروج من غزة ومشقة الحصول على رقم للمشاركة في البرنامج.. الخ وعاد مشهورا  ثريا، فهو   ذو صوت لولبي مصقول يغني من حنجرته مثل كوكب الشرق ام كلثوم ,ويسيطر على اوتاره الصوتية, ولا ينطلق صوته من بطنه او حجابه الحاجز كما يفعل غيره من المغنين, بل كان صوته طيعا يشكله كما يشاء. فهو يستحق الفوز لأنه صاحب صوت يستحق.. ولأن محبيه صوتوا له بقوة وحقق النجومية قبل انتهاء البرنامج، وعاد مكللا بالفوز والشهرة. وأثار حسد الفصائل ونجوم السياسة وقلب معادلة عشق الموت الى عشق الحياة فمن يطلب الموت انما يطلبه حبا في حياة كريمة ولم يطلب الموت من اجل الموت فقط او من اجل ما تقوله بعض الفصائل «نزف الى حور الجنة شهيدنا البطل فلان» وهذه صيغة كريهة في النعي تستخدمها بعض الفصائل وكأنها تقول لزوجة الشهيد او خطيبته إنك جيفة شمطاء وان رجلك طلب الموت ليحصل على حور الجنة ايتها القبيحة.. الخ.. فهذا النعي مناقض للدين قبل اي شيء فالشعب الفلسطيني احب عساف لأنه يحب الحياة ايضا ويستحق الحياة ايضا.. ويضحي من اجل الحياة ايضا وليس من اجل اللطم والموت والحور. ومن يعتقد عكس ذلك  ففي عقله عور.   

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com