أبانا الذي في الفضاء..غوغل
أبانا الذي في الفضاء..غوغلأبانا الذي في الفضاء..غوغل

أبانا الذي في الفضاء..غوغل

أبانا الذي في الفضاء..غوغل

محمد سناجلة

 أثارت مقالتي قبل نحو اسبوعين "البحث عن الجنة في غوغل" الكثير من الأسئلة سواء لدى القراء أو حتى لدي نفسي. لعل من أهمها السؤال عن دور الأب (السلطة) في العصر الرقمي؟

هل سيبقى الأب هو المصدر الوحيد للمعلومة والمعرفة في الزمن الافتراضي؟

كما هو معروف فإن للثورة الرقمية تداعيات وتجليات كثيرة أهمها أن المعلومة صارت في متناول الجميع، كبارا وصغار، شيبا وشبانا، ولم تعد حكرا على شخص أو جهة معينة.

وهذا أدى إلى تحولات كبيرة على الصعيد الاجتماعي والسياسي، مثلا، لم تعد الأنظمة القمعية في العالم قادرة على إخفاء بشاعتها، وفسادها فقامت، وتقوم الثورات في كل مكان ضد القمع والفساد وللمطالبة بالحرية والعيش الكريم.

ولم يعد المواطن في دول العالم الثالث يقتنع أن الفقر قدر من الله يقرب من الجنة، وهو يرى كيف يعيش المواطنون في الدول الأخرى في رفاه يصل حد البطر بينما لا يجد هو رغيف الخبز!

ولم يعد إعلام الدولة وحده هو المصدر الوحيد للمعلومات، بل صارت الشبكة هي المصدر الأول والأخير، أما الإعلام الرسمي فغدى من مخلفات التاريخ.

هذا يعني بكل بساطة قتل "الأب"، أو على أقل تقدير الاستغناء عن دوره كمصدر موثوق للمعلومة.. وكما أن ابني لم يقتنع باجابتي عن الجنة، واستغنى عن خدماتي بالكامل، وذهب للبحث عنها في غوغل، فإن نفس الأمر ينطبق على الشعوب التي لم تعد تعتمد على الملك أو الرئيس او الحكومة ممثلين جميعا بوسائل الإعلام الرسمية في البحث عن المعلومة الموثوقة.

صار هناك مصدر آخر أكثر صدقا ومعرفة هو الفضاء الرقمي، بل  إن الانترنت كشفت مقدار دجل وكذب الأب (السلطة) الذي حاول ونجح على مر السنين في تدجين الابن (الشعب).

لم يعد أبناؤنا بحاجة لنا، تماما كما أننا كشعوب لم نعد بحاجة للسيد الرئيس (الأب الحاني الحكيم الذي يعرف كل شيء ويحمينا نحن الضعاف الجهلة)  كي يضحك علينا بأجوبة مضحكة حول كونه رئيسا لنا مدى الحياة. وصرنا نعرف أننا لن نضيع من غير سيادته أو جلالته وسنجد المعرفة والمال والقوة والحرية والكرامة بعيدا تماما عن حمى عرشه المزور!

إن المعرفة هي السلطة، وكما قال بيل غيتس قبل 15 سنة، من يمتلك المعرفة في العصر الرقمي فإنه يمتلك القوة والسلطة...و..وباي.. باي يا بابا...  

m.sanajleh@eremnews.com

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com