إسرائيل تتذرع بـ "داعش" لضم الأغوار
إسرائيل تتذرع بـ "داعش" لضم الأغوارإسرائيل تتذرع بـ "داعش" لضم الأغوار

إسرائيل تتذرع بـ "داعش" لضم الأغوار

تل أبيب تتخوف من التقارب الأمريكي الإيراني بشأن العراق
يرى مراقبون أن إسرائيل تحاول أن تتخذ من تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فرصةً للحديث عن ضم غور الأردن، من خلال التذرع بهذا التنظيم الذي بدا يتوسع على الحدود العراقية الأردنية.
كما تتخوف الدولة العبرية من أي موقف قادم بين الولايات المتحدة الأمريكية و|يران، من شأنه أن تقدم أمريكا تنازلات لإيران في المحادثات النووية بين الطرفين،في وقت تعتبرغور الأردن النقطة الأهم في الأمن الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي تؤثر فيه الأوضاع في العراق على الأردن وبالتالي إسرائيل، تبحث الدولة العبرية في إبقاء قواتها في غور الأردن، على طول الحدود لمجابهة أي خطر يتهددها.


ودعا وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر، إلى ضم منطقة غور الأردن لإسرائيل، بوصفها "أهم عمق استراتيجي".


وقال ساعر، خلال زيارته لمستوطنات غور الأردن الاستعمارية: "في ضوء تدهور الأوضاع، لا بد من اتخاذ خطوة احتياطية مناسبة. فهذه المنطقة تشكل حزاماً أمنياً لدولة إسرائيل، وبدونه ستبقى إسرائيل بدون عمق استراتيجي".


وأَضاف أن التطورات في الشرق الأوسط، وخاصةً في دول الجبهة الشرقية "سوريا والسلطة الفلسطينية والعراق"، تزيد من أهمية غور الأردن لأمن إسرائيل.


وأشار ساعر، وهو من وزراء حزب الليكود الحاكم، إلى أنه دعم في الماضي ويدعم اليوم فرض السيادة الإسرائيلية على الغور فوراً.


وكانت الأوضاع في العراق دفعت بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إلى إجراء بحث سريع خرجت منه بالاستنتاج بوجود خطر على مصالح إسرائيل من جرائها.


وقال الدكتور افرايم كام، من مركز طاقم البحث، إن ما يجري في العراق يؤثر على الدول المحيطة بها، خصوصاً الأردن، وهذا يؤثر ويقلق إسرائيل على طول الحدود لمجابهة أي خطر يتهددها سيطرة داعش على العراق بالغة الخطورة على المنطقة وتوحد عملياً مصالح إسرائيل مع دولها.


وأضاف كام: "قلة من الناس أبدت اهتمامها، حتى الفترة الأخيرة، بما يحدث في العراق. فمنذ احتلالها من قبل الولايات المتحدة عام 2003، جرت فيها الحرب التي رافقتها موجات من العمليات والمجازر، وخاصةً بين ميليشيات الشيعة والسنة".


وأشار إلى أنه منذ سنوات يجري إحصاء القتلى في العراق، ويسود التقدير بأنه منذ عام 2003 تم قتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص، لكن هذا كله كان مسألة تخص العراقيين والقوات الأمريكية، حتى خروج الأمريكيين من هناك في 2011.


وتغير الأمر منذ مطلع حزيران / يونيو، عندما سيطرت ميليشيات داعش السنية بدون مقاومة، على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وعلى مدن أخرى، وتقدمت لمسافة 100 كلم من بغداد، وقامت بشل الجيش العراقي، ليتولد بذلك واقع جديد في العراق لا يؤثر عليه وحده، وإنما على الشرق الأوسط كله، بل أبعد من ذلك، بحسب تعبيره.


وبالنسبة للعراق، أكد كام أنه من الواضح منذ عقد زمني أن العراق لن يرجع إلى ما كان عليه، كدولة موحدة، بقيادة مركزية قوية، ذات قوة عسكرية كبيرة ومكانة مركزية في العالم العربي، فقد العراق قوته العسكرية ووظيفته المركزية، وبشكل لا يقل أهمية، أصبحت دولة منقسمة.


وبحسب كام فالجيوب الكردية في الشمال تشكل حكما ذاتياً مستقلاً، له ميليشيات عسكرية وحكومة خاصة، ويصعب الفصل بين الشيعة والسنة بسبب الاختلاط بينهما، ولكن التنظيم الجهادي بات يسيطر على بؤرة خاصة به، وذات أهمية بالغة في شمال، ما عمق الانقسام وشكل تهديداً خطيراً على الشيعة.


وتنضم هذه البؤرة الجهادية إلى تلك التي تتطور في سوريا، وتغذيان بعضهما البعض وتهددان الدول المعتدلة في المنطقة، ويمكن الافتراض بأنه على غرار القاعدة، تطمح داعش إلى إسقاط الأنظمة الإسلامية واستبدالها بخلافة إسلامية متطرفة، وهذا الهدف يهدد بالتدخل والتآمر على الأنظمة في دول الخليج ومصر، بينما الخطر الأكبر يواجه الأردن.


ويرى المعهد أن صدمة العراق تحمل بشرى مختلطة لإيران. فمن جهة، تنظر إيران إلى المنظمات الجهادية على أنها تشكل تهديداً، سواء في العراق أو سوريا، لأنها تهدد النظامين الخاضعين للتأثير الإيراني.


كما أن عدم الاستقرار الشديد وراء الحدود يزعج إيران التي تتألف من أقليات، ويمكن للصدمة أن تمتد إلى أراضيها.


ومن جهة أخرى، أصبحت إيران تعتبر العامل الخارجي الأكثر تأثيراً في العراق، وخاصةً على المعسكر الشيعي فيه، ومن المتوقع أن يؤدي التهديد الذي يتعرض له هذا المعسكر الآن، إلى ازدياد حاجته للمساعدة الإيرانية.


في حين أعلنت إيران أنه إذا طلب منها، فستساعد الحكومة العراقية، مع ورود تقارير تشير إلى بدء مثل هذه الخطوة، فيما يعتبر كام أن التطورات في العراق تشكل خطراً كبيراً على الولايات المتحدة أيضاً.


ويرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية ملتزمة أخلاقياً وعملياً بمساعدة الحكومة العراقية، كون تدخلها العسكري هو الذي أدى إلى هذا التدهور.


وفوق هذا كله، يمكن للتدهور أن يصيب حلفاءها في المنطقة، ما يؤدي إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد الأهداف الأمريكية.


وحتى الآن، لا تبدي واشنطن استعدادها للتدخل البري، بل تدرس إمكانية شن هجمات جوية وتقديم مساعدات عسكرية، بالتعاون مع دول المنطقة، كتركيا.

ويمكن للحاجة إلى دعم اقليمي أن تقود إلى التعاون الأمريكي - الإيراني، ما قد ينعكس على تقديم تنازلات أمريكية في المحادثات النووية.


ويشكل التدهور في العراق تهديداً لإسرائيل، حتى إذا لم يكن ذلك في الوقت القريب؛ فالبؤر الجهادية في العراق وسوريا، قد تولد إرهاباً في إسرائيل، وزعزعة النظام الأردني، وتقوية الجهات المتطرفة بين الفلسطينيين وفي سيناء.


ومن المتوقع أن يخلّف التعاون الأمريكي - الإيراني في العراق تأثيراً سلبياً على إسرائيل. وإذا أظهرت الولايات المتحدة ضعفها مرةً أخرى في معالجة البؤرة الجهادية، فهذا سيلحق ضرراً بمصالح إسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com