في الذكرى الأولى للهُروب من الموت إلى الموت.. غزيون بمصير مجهول
في الذكرى الأولى للهُروب من الموت إلى الموت.. غزيون بمصير مجهولفي الذكرى الأولى للهُروب من الموت إلى الموت.. غزيون بمصير مجهول

في الذكرى الأولى للهُروب من الموت إلى الموت.. غزيون بمصير مجهول

في السادس من سبتمبر من العام الماضي، حلت نكبة جديدة على قطاع غزة المنكوب، فبعد أن خرج القطاع من حرب طاحنة أكلت الأخضر و اليابس، تولدت لدى الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني في غزة، رغبة جامحة للهروب، حتى لو كان الثمن المخاطرة بالحياة.

الحالة النفسية التي عاشها الغزيون تحت الحرب الشرسة التي شنتها إسرائيل على غزة، لمدة 51 يوماً متتالياً، حمّلته أكثر مما يحتمل أي إنسان، لما عاشه من مشاهد مُروّعة لا يُصدقها بشر، ما دفع مئات العائلات للهروب عبر الأنفاق على الحدود المصرية قبل تدميرها، و التوجه نحو الإسكندرية، للفرار إلى أوروبا.

و بالاتفاق مع المُهرّبين، ركب مئات الغزيين قارب صغير لا يصلح للدخول إلى قلب البحر، و مع اكتظاظ القارب، الذي كان مُتكدساً بالفارين، إلى أوروبا، لم يجد الهاربون من الموت المُفعم برائحة الحرب في غزة، و رائحة مياه البحر و طغيانه، مفراً، ليُقرروا استقلال القارب الصغير، الذي أقل نحو 400 فرد مُعظمهم من غزة، لينطلقوا إلى مصيرهم الغامض، و يترجلوا نحو رحلتهم الخطرة، التي تُهدد بقائهم على قيد، و تعدهم بمستقبل مجهول.

فمن شواطئ الإسكندرية شمال مصر، انطلق القارب المنكوب فجر الأحد في السابع من سبتمبر الماضي، وفي المياه الإقليمية التي تبعد 129 ميل بحري من الشواطئ الإيطالية، حدث ما لم يُحمد عُقباه، حيث انقلب القارب الصغير، وفقد الرُكاب توازنهم، ليعلو الصراخ، و يحتد والصراع أطفال، نساء، و رجال، يُصارعون البحر من أجل للحياة بعد غرق قاربهم، وبعد ساعات قليلة عم الهدوء قلب البحر، باستثناء صوت الأمواج العاتية، والرياح القوية، ليبقى عدداً من الفلسطينيين على قيد الحياة، أقلتهم سفينة يونانية تجارية، إلى اليونان.

وخلفت نكبة الرُكاب صدمة في غزة، التي تتوالى عليها الصدمات، وتوجهت الأنظار حينها نحو التصريحات الإعلامية الصادرة من السفارة الفلسطينية في إيطاليا واليونان، والشرطة اليونانية و الإيطالية، ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، وسط خوف و ترقب، من أهالي القارب المنكوب، الذي لم يعرفوا مصير أبنائهم،و لم يصلهم أي تصريح يؤكد لهم غرق أبنائهم، الذين لم يوجد لهم أي أثر يُذكر، أو العثور على بقايا لهم تؤكد هلاكهم في قلب البحر، أو أنهم أحياء يُرزقون.

و في البحث عن خيوط الجريمة، بدأت التصريحات تكشف، عن عملية مُدبرة تمت لإغراق الركاب، و ذلك بسبب خلافات مالية مع المُهربين، وبتسلل خيوط الجريمة الكثيرة و الشائكة، في قضية غرق اللاجئين، قال الناجي شكري العسولي الذي فقد عائلته المكونة من زوجته وطفليه 'إن السبب في حادثة الغرق قيام 6 أشخاص مجهولي الهوية كانوا على متن مركب قريب من المركب الرئيسي الذي يقل المهاجرين، وهاجموا المركب بضربه حتى أُغرق تماما'، مُبيناً أن سبب ضرب القارب قد يكون خلافات بين المهربين أنفسهم أو بين جهات رسمية لم يسمها والمهربين حول 'الأموال' التي يتلقوها.

و عن هوية من كانوا على متن السفينة قال العسولي أن أغلبهم من سكان قطاع غزة، ومن ضمنهم عناصر من حركة فتح من المقيمين في العريش وبعض مناطق مصر بعد أحداث الانقسام عام 2007 ولم يعرف مصيرهم ، وعدّ عدد من العائلات اغلبهم من خانيونس جنوب قطاع غزة ذكر منهم :'عائلة بكر -من فتح في العريش-  الدغمة - عصفور - شعث - حمدان - ابو حدايد - لظن - الزهار - المبابي - الرنتيسي - حماد - العسولي' وعدد آخر من العائلات.

و بحلول الذكرى الأولى لغرق قارب الغزيين نظمت القوى الوطنية الفلسطينية اليوم و بالتنسيق مع أهالي المفقودين وقفة تضامنية، في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة، حيث قال الناطق باسم أهالي المفقودين كامل المصري"بعد عام لم تحرك السلطة الفلسطينية ولا الجهات المعنية ساكنًا، وكأن شيئًا لم يحدث، فمن غير المعقول ألا يُعرف مصير 450 شخصًا كانوا على متن سفينة واحدة، مؤكداً عزمهم تنظيم سلسلة فعاليات ضاغطة للتذكير بمأساتهم، ومأساة أبنائهم المفقودين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com