الموت يغيّب العلامة السوري محمد وهبة الزحيلي

توفي في وقت متأخر من ليل السبت – الأحد، أحد أبرز علماء أهل السنّة والجماعة في سوريا، العالم الإسلامي الكبير، الفقيه المفسر المحدث الدكتور "محمد وهبة الزحيلي" عن عمر يناهز 83 عاماً.

ويعتبر العلامة "الزحيلي" أحدَ أبرز علماء أهل السنّة في العصر الحديث، وأشتهر بالعديد من المؤلفات الشهيرة حيث كان أشهرها "التفسير المنير"، والذي يُعتبر من أضخم كتب التفسير (30 جزءًا)، ويتناول فيه تفسير القرآن الكريم في العقيدة والشريعة والمنهج، إضافةً إلى كتاب "الفقه الحنبلي".

ولد العلامة "الزحيلي" في مدينة دير عطية من مدن ريف دمشق عام 1932، وكان والده حافظًا للقرآن الكريم. درس الابتدائية في مسقط رأسه، ثم المرحلة الثانوية في الكلية الشرعية في دمشق مدة ست سنوات، وحصل فيها على الثانوية العامة الفرع الأدبي أيضاً.

بعدها تابع تحصيلَه العلمي في كلية الشريعة بالأزهر الشريف، فحصل على الشهادة العالية وكان ترتيبه فيها الأولَ عام 1956 ثم حصل على إجازة تخصص التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر، وصارت شهادته العالمية مع إجازة التدريس.

كما درس أثناء ذلك علوم الحقوق وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1957. ونال دبلوم معهد الشريعة الماجستير عام 1959 من كلية الحقوق بجامعة القاهرة.
حصل على شهادة الدكتوراة في الحقوق (الشريعة الإسلامية) عام 1963بمرتبة الشرف الأولى مع توصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأجنبية، وموضوع الأطروحة "آثار الحرب في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة بين المذاهب الثمانية والقانون الدولي العام".

شغل العلامة "الزحيلي" مهامَّ عديدة، فهو عضو المجامع الفقهية بصفة خبير في مكة وجدة والهند وأمريكا والسودان، ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بجامعة دمشق، كلية الشريعة.

كما كان خطيب "جامع العثمان" بدمشق، وحصل "الزحيلي" على جوائز عربية وإسلامية عدة، منها "جائزة أفضل شخصية إسلامية" في حفل استقبال السنة الهجرية الذي أقامته الحكومة الماليزية سنة 2008 في مدينة بوتراجايا.

وضع خطة الدراسة في كلية الشريعة بدمشق في أواخر الستينات وخطة الدراسة في قسم الشريعة في كلية الشريعة والقانون بالإمارات، وشارك في وضع مناهج المعاهد الشرعية في سورية عام 1999.
وأشرف العلامة السوري الراحل على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة دمشق وكلية الإمام الأوزاعي في لبنان وناقش بعض الرسائل الأخرى، كما أشرف على رسائل دكتوراه وناقشها في دمشق وبيروت والخرطوم، وهي تزيد عن سبعين رسالة.

هذا ويُشار إلى أن وزير الثقافة السوري الأسبق، الدكتور رياض نعسان آغا، كان من أوائل من نعى العلامة الراحل، صباح اليوم عبر صفحته في موقع "الفيسبوك"، كاتباً: "رحل إلى رحمة الله ورضوانه أستاذنا الجليل العالم الإسلامي الكبير، الفقيه المفسر المحدث الدكتور محمد وهبة الزحيلي، وقد نهلنا الكثير من العلم من ثقافته الموسوعية، وكنت قد حاورته مرات في برامجي التلفزيونية الفكرية والتاريخية، وكان حضوره كنز علم وثقافة وأدب جم .
ندعو الله أن يسكنه مع الأنبياء والصديقين والصالحين، وأن يتغمده بواسع رحمته، وأن يعوض الأمة عن فقده ..".