أطفال غزة الشهداء يعودون لأحلامهم على قصاصات من "الأسمنت" (صور)‎
أطفال غزة الشهداء يعودون لأحلامهم على قصاصات من "الأسمنت" (صور)‎أطفال غزة الشهداء يعودون لأحلامهم على قصاصات من "الأسمنت" (صور)‎

أطفال غزة الشهداء يعودون لأحلامهم على قصاصات من "الأسمنت" (صور)‎

لا شيء سوى حلم بالبقاء، وآخر بالاختفاء والتواجد في مكان آخر لحظة القصف، بعد أن غادروا الحياة بآهات أمهات ما زالت تصدح كلما أمسكت من بقايا أشيائهم، فلا تسعفها دموع في كل قطرة منها قصة تحمل تاريخًا مؤلمًا؛ يوم الثامن من تموز/يوليو عام 2014، عندما بدأ العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة.

رسومات على 400 قصاصة من أوراق أكياس الإسمنت، بريشة أحلام أطفال بُترت - لم يلمسوها ولم يسعفهم الوقت كي يلونوها - أمسكتها الفنانة التشكيلية مجدل نتيل، (28 عامًا)، من قطاع غزة، في محاولة لترجمتها بالرسم، ونقل قصصهم البريئة وحياة اغتالتها صواريخ كرهت ضحكات الأطفال، وعرضها باسم "لو لم أكن هناك".

"لو لم أكن هناك"، لكنت الآن في أول يوم لي في المدرسة.. لكانت أمي تضفر ضفيرة لي.. لاخترت مكانًا آخر للاختباء من القذيفة.. لتخرجت من الروضة،" كثرة هي الأحلام التي لم تكتمل استمعت لها من أهالي الأطفال الذين استشهدوا في العدوان، لأقوم برسمها ونقلها إلى العالم"، تقول نتيل لـ"شبكة إرم الإخبارية".

وتابعت: "عام من العمل، بين انتظار استلام العائلات أكياس الإسمنت لبناء بيوتهم المدمرة فأحصل أنا على الأكياس، وبين جمع قصص 400 طفل شهيد، من خلال عائلاتهم التي لم ولن تنسى جرحًا لا يمكن له أن يندمل وما تركته من طاقة سلبية في نفسي؛ فكل قصة أكثر إيلامًا من الأخرى، وبين ترتيب أحلامهم برسومات كي أوصل معاناة شعب تعرض لعدوان خلفَ الدمار والفقدان".

وعن بداية نشأة الفكرة، توضح: "بدأ الموضوع بعد انتهاء العدوان، ومعاناة العائلات بين انتظار إعادة الإعمار لبيوتهم المدمرة، وألم الفقدان لأعزائهم الذي استشهدوا، فطرحت مؤسسة "Gaze on Gaza" مشروع يحكي عن الواقع الغزي خلال وبعد العدوان، فأخبرتهم بفكرتي كـأكثر الأفكار إنسانية وهي تتناول العلاقة ما بين "الإسمنت" الضروري كمادة بناء غير موجودة لإعادة الإعمار، وبين الأطفال الشهداء الذين أيضًا هم مادة بناء مجتمعي، لكنهم كانوا موجودين ولم يعودوا كذلك، بالإضافة إلى الأحياء منهم الذين عايشوا العدوان والقصف والقتل وما تركه من أثر في نفوسهم وأحلامهم".

وعن مكان العرض، توضح نتيل: "اخترنا منطقة الميناء على شاطئ غزة، ليستطيع الجميع مشاهدته ولأنه يحمل رمزية واسعة، خاصة وأنه استشهد هناك أطفال عائلة بكر حين كانوا يلعبون على الشاطئ وباغتتهم طائرة الاحتلال بصاروخ أودى بحياتهم".

وسيتم عرض القصاصات في معرض بلندن في الـ21 من آب، وتسعى النتيل إلى عرضها في عدد من الدول لنقل معاناة المواطنين في غزة، ورسالة أطفال حرمهم الاحتلال الحياة.

يذكر أن مؤسسة "Gaze on Gaza" تتكون من مجموعة متطوعين بريطانيين يعملون في غزة لنقل معاناتهم وجرائم الحرب فيها، ويجعلوها محط أنظار العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com