المغرب.. اعتقال فتاتين بسبب ملابسهما‎
المغرب.. اعتقال فتاتين بسبب ملابسهما‎المغرب.. اعتقال فتاتين بسبب ملابسهما‎

المغرب.. اعتقال فتاتين بسبب ملابسهما‎

"التنورة قد تكون سبب للاعتقال والسجن في المغرب"، هذا فصل جديد من معركة قديمة بين الإسلاميين والحداثيين في المغرب، فقد أثار اعتقال فتاتين في مدينة انزكان جنوب المغرب بعد تجولهما في الشارع وهما ترتديان تنورتين قصيرتين، جدلا كبيرا في المغرب خاصة بعد الاتهامات التي وجهت للإسلاميين الذين يقودون الحكومة بالتشدد في تطبيق القوانين والتضييق على الحريات العامة.

وفي فصل الصيف القائظ التي تعود المغاربة فيها على التحرر من بعض ملابسهم، قررت النيابة العامة متابعة متهمتين بـ"الإخلال العلني بالحياء العام"، واعتبرت أن "اللباس الذي ارتديتاه قد أثار غضبَ بعض المارّة لأنه غير لائق".

وتفاعل المجتمع المدني بقوة مع محاكمة سناء وسهام وأعلن عدد من النشطين ومنظمات شبابية تابعة للأحزاب السياسية مساندتها للمتهمتين، وسارعوا بإنشاء عريضة إلكترونية موجهة إلى وزير العدل والحريات، تحمل عنوان "ارتداء تنورة ليس جريمة"، فيما نظمات فعاليات نسائية وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل والحريات للمطالبة باحترام حريّة اللباس.

وعبر حزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة عن رفضه لمحاكمة الفتاتين، فيما قال منتدى المناصفة والمساواة الذي يمثل الذراع النسائي للحزب إن متابعة الفتاتين "قد يصبح تراجعا خطيرا عن المبادئ الأساسية للحريات والمساواة بين المرأة والرجل، المنصوص عليها في دستور المملكة" واعتبر المنتدى إن المواطنين الذين احتجّوا على التنورتين هم من "العناصر المحسوبة على التيارات الظلامية والرجعية"، مشيرا إلى أنّ ما وقع "يشكل مساسا بالحريات الفردية وبحقوق الإنسان، وانتهاكا خطيرا لما قطعته بلادنا من أشواط على درب المسيرة الحقوقية".

تنورتي حريتي

أنشأ ناشطون صفحة على الفيسبوك بعنوان "صايتي حريتي" (تنورتي حريتي) لتأييد حريّة المرأة في اختيار لباسها، ووقف متابعة الفتاتيْن، معتبرين أن قرار النيابة العامة متابعة الفتاتين تراجُع عن الحريات والحقوق،

ورفع المشاركون في الوقفة التضامنية مع الفتاتين لافتات كبيرة تدعو للتسامح والحب والسلام، ونادوا باحترام الحريات الفردية، مؤكدين أن المغرب بلد يتسع للجميع بغض النظر عن ملابسهم ومظاهرهم وميولاتهم ومعتقداتهم، وأنه يجب أن يبقى بلدا حداثيا متسامحا.

وجاءت الكتابات الصحفية التي تناولت الواقعة متناغمة مع الرأي العام حيث طالبت بضمانة الحق في التجول والسلامة الجسدية، ودعت إلى عدم فرض الوصاية على المرأة ولباسها، ونشر ثقافة التسامح وتقبل الاختلاف.

وفي تفاصيل الواقعة كانت الفتاتان سناء وسهام تتجولان في سوق بمدينة انزكان وهما ترتديان تنورة قصيرة، فتعرضتا للتحرش من قبل احد الباعة وحين رفضتا استدعى البائع واصدقاؤه الأمن ليتم اعتقالهما بسبب ملابسهما.

وقالت إحدى الشابتين المعتقلتين إنهما "تعرّضتا لتحرش من أحد الأشخاص، ولما رفضتا منحه رقم هاتفيهما، نادى على أصدقائه، وطلب منهما الخروج من محل تجاري دخلتا إليه، وحين حضرت الشرطة اعتقلتهما ليوم كامل عوض أن تحميهما، قبل أن تحرر في حقهما محضرًا يحمل تهمة الإخلال بالحياء العام، رغم أن لباسهما كان عاديًا وليس مستفزًا" حسب تصريحات الفتاة.

ويعاقب القانون الجنائي المغربي، كل "من ارتكب إخلالا علنيًا بالحياء، وذلك بالعري المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال، بالحبس من شهر واحد إلى سنتين وبغرامة من 200 إلى 500 درهم" (من 20 دولارًا إلى 50 دولارًا).

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com