مدينة فلسطينية أثرية لم يبقَ منها سوى جدار مسجد وقبر
مدينة فلسطينية أثرية لم يبقَ منها سوى جدار مسجد وقبرمدينة فلسطينية أثرية لم يبقَ منها سوى جدار مسجد وقبر

مدينة فلسطينية أثرية لم يبقَ منها سوى جدار مسجد وقبر

مكان مُقفر لا حياة فيه سوى من بعض أشجار الزيتون، وبقايا جدار مسجد أتت عليه عوامل الطبيعة فهدمته وأخفت ملامحه.

"طبرس" منطقة أثرية قديمة تقع شمال بلدة كفر راعي جنوب غرب جنين في الضفة الغربية، يقدر عمرها بمئات السنين، تقع على مساحة 20 دونمٍ.

يقول رفيق ملحم (53 عامًا)، و هو أحد سكان البلدة لـ "إرم"، إن المنطقة  قديمة جدًا كان فيها مسجد جدرانه تهدّمت بفعل عوامل الطبيعة وتقلبات الطقس، فلم يتبقى منها سوى بقايا جدار ونصف، كما يوجد فيها مقام، قبل 20 عامًا تهدّم وبقي منه القبر فقط، وكل هذا حصل بسبب الإهمال وعدم الترميم للمنطقة ومعالمها، فلا يوجد من يهتم بها ويحافظ على ما تبقى منها.

وأضاف أن "طبرس"، تُطل على بلدة يعبد، ومن الغرب على الخضيرة وعدد من المدن الفلسطينية المحتلة عام 48.

وتابع، ملحم قوله، بأن المنطقة مشهورة بآبار المياه، والمغائر التي تحمل نقوشًا إسلامية، وبعض هذه النقوش تشبه إلى حد ما نقوش قبة الصخرة.

وعن قصة "طبرس" يشير إلى أنه كانت هناك مدينتان: واحدة اسمها طبرس، والثانية رحمة، وهذا كان في بداية العصر العثماني، وكان بين القرى معارك ثأر وشرف، وفي يوم من الأيام، هاجم سكان مدينة رحمة مدينة طبرس، ودمروها، وقتل معظم سكانها، وهرب من تبقى من سكان طبرس، ووصلوا إلى معسكر للجيش العثماني، واشتكوا إليهم ما حدث.

ثم توجهت قوات من الجيش العثماني إلى المنطقة، ورأوا الدمار الذي حل بها، فقاموا بإحراق مدينة رحمة، فسميت منذ ذلك الوقت: مدينة "فحمة"، وهكذا، انتهت طبرس كمدينة، وبقي منها فقط مسجدان. وهما الآن مجرد حجارة متناثرة"، كما قال ملحم.

وأكد أن "طبرس" الأثرية مليئة بالمغائر تحت الأرض، تتصل بعضها ببعض في جوف الأرض، إضافة إلى العديد من الآبار، وكذلك مغائر تمثل مقابر جماعية، تقول الروايات أن هناك كانت مناطق لجثث الرجال، وأخرى لجثث النساء، وأخرى لجثث الأطفال. وهي عبارة عن مقابر جماعية تسمى "فستقية".

ويتحدث ملحم بغصة ، عن الحال الذي أصبحت عليه هذه المنطقة التي لو وجدت من يعتني بها لكانت من أروع المعالم السياحية ومقصدًا للسواح من كل مكان، ولكن الأوضاع الاقتصادية وسوء الأحوال بشكل عام حالت ومازالت تحول دون القدرة على ترميمها، الأمر الذي يجعلنا في مهب خسران ونسيان التاريخ.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com